|
المكرمة الملكية بالعفو عن عدد كبير من المساجين أدخلت السرور والفرح إلى عدد كبير من بيوت الأردنيين وقلوبهم. فقد عاد لهذه البيوت أبناؤها الذين ظلوا غائبين عنها لفترات طويلة، هؤلاء الأبناء الذين حادوا عن جادة الصواب وأغراهم الشيطان لارتكاب أفعال مخالفة للقانون كانت نتيجتها السجن ودفع ثمن هذه الأفعال، لكن جلالة الملك عبد الله الثاني وقبل قدوم شهر رمضان المبارك أعلن عن مكرمته السامية لكي يلم شمل العائلات التي لها أبناء داخل السجون ويعطي هؤلاء المساجين فرصة ذهبية لكي يستغفروا الله خلال هذا الشهر الفضيل ويتوبوا عما اقترفت أيديهم ويعودوا إلى جادة الصواب.
هذا العفو الملكي لم يأت من فراغ بل من حرص جلالته على أبناء هذه الأسرة الأردنية الواحدة لكي يظلوا متماسكين متراحمين ولكي يعطي الفرصة للأبناء الضالين ليكفروا عن ذنوبهم وليثبت مرة أخرى أن الأردن نموذج فريد سواء في المنطقة أو على مستوى العالم الثالث وأنه بالفعل بلد الأسرة الواحدة فجلالة الملك يحرص دائما على أن يتعامل مع أسرته وشعبه بكل الحب والرأفة، فالابن الضال يعيده إلى طريق الصواب ليس بالعنف أو العقاب بل بالموعظة والكلمة الحسنة وقد لا يعلم الكثيرون أن هناك سجناء اقترفوا جرائم بشعة وحكم عليهم بالإعدام لكن جلالته لم يصدق على هذه الأحكام وما زال هؤلاء المحكومون في السجون يزورهم ذووهم بين فترة وأخرى وهم يدفعون ثمن أفعالهم داخل قضبان السجن ويندمون كل يوم على ما فعلوه .
القيادة الهاشمية ليست كباقي قيادات العالم فهي ملتصقة دائما بشعبها وهي تتابع هموم هذا الشعب يوما بيوم وجلالة القائد لا يجلس في مكتبه يتلقى التقارير من الأجهزة المختلفة بل يذهب بنفسه إلى الناس ليطلع على أحوالهم عن قرب يدخل إلى منازلهم ويجلس معهم على الأرض في المناطق النائية ويتجاذب معهم أطراف الحديث يستمع إلى مطالبهم وهمومهم ويقدم لهم ما يحتاجونه فيأمر بمعالجة المرضى على حسابه الخاص ويغيث الملهوفين ويأمر بتوفير السكن للذين لا يملكون سكنا .
قائد الوطن هو القدوة وعلى جميع المسؤولين الذين يجلسون داخل مكاتبهم المبردة صيفا والمدفأة شتاء ان يحذو حذو جلالته، لكن بعضهم لم يخرجوا مرة واحدة من مكاتبهم إلى مناطق الأردن الفقيرة ولم يشاهدوا الناس كيف يعيشون في المناطق النائية لا يجدون الماء النظيف ليشربونه ويعاني أبناؤهم الجامعيون من البطالة هؤلاء الأبناء الذين درسوا على حساب قوت عائلاتهم الفقيرة .
قبل عدة سنوات زرت مع مجموعة من الصحفيين سجن السواقة وسألت مدير السجن عن أقدم سجين عنده فقال إن هناك سجينا منذ خمسة وعشرين عاما فسألته لماذا فقال بأن هذا السجين محكوم عليه بالإعدام وجلالة المغفور له الملك الحسين لم يصدق على الحكم حتى يستطيع ذوو هذا السجين زيارته وبدلا من أن يعدم سيظل في السجن مدى الحياة .
حفظ الله جلالة القائد ومتعه بالصحة والعافية وأمد في عمره لكي يواصل قيادة المسيرة ورعاية أسرته الواحدة .
|