أولاد الذوات

 

هناك عدد كبير من الأشخاص الذين يطلق عليهم أولاد الذوات..
وهؤلاء كل مؤهلاتهم أنهم أولاد وزراء سابقين أو أولاد موظفين كبار أو أثرياء أو نواب أو أعيان، وما إلى ذلك من مراكز.
وهؤلاء الأولاد منهم من تعلم ووظف واستطاع أن يحافظ على مركز مرموق، ومنهم من تعلم أو لم يتعلم ولم يوظف ولم يصل إلى أي مركز يستطيع منه أن يحافظ على مستواه؛ فأصبح يطرق أبواب المسؤولين بداعي أنه ابن فلان أو علان وأصبح يطالب بإكراميات نقدية ليستطيع أن يعيش في مستوى ابن وزير أو رئيس وزراء أو غير ذلك.
والغريب في الأمر أن مثل هؤلاء يجدون أذناً صاغية، ويجدون من يعطيهم بالالاف لمجرد أنهم أبناء فلان أو علان. ومنهم من يأخذ النقود من الخارج من أنظمة حكم كانت تدفع للأب وجاء الابن ليرث الأعطيات، وبمرور الوقت سئم الدافع ولم يسأم الطالب. وهكذا أصبح نصاباً لأنه لم يجد من يعطيه، فصار يستدين ولا يدفع ويوهم الناس أن لديه مشاريع ويأخذ على حسابها دفعات غير قابلة للسداد، وألوان كثيرة من النصب الذي أتقنه هؤلاء واشتهروا به.
والملفت للنظر أن مثل هؤلاء أصبحوا أكثر من أن يحصوا في مجتمعنا الذي عرف بكثرة مسؤوليه ووزرائه وكثرة أبنائهم وأقاربهم.
والمؤسف أن بعض أبناء الذوات هؤلاء لجؤوا إلى إعطاء شكات دون رصيد والاحتيال، وأصبحت ترى بعضهم من نزلاء السجون المكررين.
والخلاصة أن الأصل في الإنسان هو الخلق الحسن والتربية الفاضلة، أما الوظيفة الكبيرة فليست سوى مرحلة تكون عبئاً وقد تكون فرصة للنجاح، وذلك يتوقف على كيفية تعامل الإنسان مع وضعه وكيفية تعامله مع الناس؛ فإن أحسن فلنفسه، وإن أساء فعليها.
وقديماً قيل:
لا تقل أصلي وفصلي
إنما أصل الفتى ما قد فعل
ويقول المثل: (المرء بأصغريه: قلبه ولسانه).