قلب نبض بحبك يا اردن
قلب نبض بحبك يا أردن
سجّل في دفترِ الأحرار أسماءَ نشامى عشقوا الأردن فجعلوها في ذرا العلا شامة "المجاهد الشيخ عبد الحميد النعيمي ".
" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا " صدق الله العظيم.
نتصفح كتاب الزمن وسجل مجدك يا وطن فنجد فيه أسماء الرجال الرجال الذين سطرت دمائهم تاريخك ونسج كدهم وتعبهم علمك فرفع فوق قمم الجبال ، أردننا والتاريخ يحدو بنا ونحن نحتفل بذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش وهنا نستذكر حيث وقف الأجداد البواسل الذين إلتصقوا بهذه الصحراء وعانقوا شيحها وقيصومها وإلتحمت قبورهم بصوانها دفاعاً عن ثرى الأردن الطهور قبل وبعد تأسيس الدولة الأردنية وسيبقى كذلك .
أيضاً نستذكر دور شهداء الوطن الأبطال الذين روت دمائهم الزكية أرض ساحات الوغى عندما لبوا نداء الوطن حيثما كان على الأرض العربية.
وهنا استذكر إسما سطع نجم ولائه المجاهد الشيخ عبد الحميد حميدي الدخيل النميري النعيمي الذي ولد عام 1894 نشأ وترعرع في البيئة العربية البدوية ،
والذي تلقى التعليم في مدرسة التجهيز بدمشق ثم اختير طالبا في الكلية الحربية ، كان رحمه الله طيبا كريما سخيا كريم النفس محبا لله ورسوله ومليكه الهاشمي ووطنه وعروبته.
واقرأوا بعضا مما قدم لوطنه :
انه قدم مصاغ وحلي نساء عشيرته وباعها واشترى بثمنها سلاحا لرجال الثورة العربية الكبرى، ومنها المدفع الموجود حاليا أمام قصر رغدان العامر في العاصمة عمان، حسبما جاء في مذكرات علي خلقي الشرايري.
حيث قال قال الملك المؤسس عبد الله الأول : (( هذا المدفع يا عبد الحميد يساوي عندي ذهب الدنيا ونساء عشيرتك سيفخر التاريخ بهن كما افتخر بنساء الصحابة لقد خسرن مصاغهن وربحن الذكرى الطيبة)). فهكذا تلد عشية النعيمات حماة الوطن يقول الشاعر:
سلالة حماة الجار لطامة العدا ......علي الخيل لابش العرق من جلودها
قبيلة انعيم اللي الى حان ذكرها .........تقاسم مفاخرها فخايذ ابدودها
اهل المجد واهل الجود والمدح والثنا ...صناديد قوم(ن) زودها في اهدودها
وتراه ذاك المقاتل الباسل في سبيل دينه اذا حمى الوطيس فقد
شارك في معركة الزوية ومعركة ميسلون وغيرها ليذود عن أرض الاسلام ثم بعد ذلك يعود الشيخ المجاهد عبد الحميد النعيمي وزملاؤه
إلى عمان ويباشروا بتأسيس الجيش العربي الذي أعد نواه من أجل تحرير الأرض العربية وعين في الجيش العربي .
وأشرف على تدريب القوات الملتحقة بالجيش الاردني وشارك في صد هجمات الغزو التي تعرض لها الأردن من قبل الإخوان التي عرفت بالغزوات النجدية الوهابية حيث وفي عام 1922هجمت جماعة من الوهابيين فجأة على أعراب شرقي الأردن الآمنين ، فهجموا على أُم العمد وجوارها ، فقتلوا ونهبوا ، وما لبثوا أن ارتدّوا مدحورين مأسورين ،، وانجلت المعركة عن قتل ثلاثمائة من الوهابيين .
وتجده سيفا وبندقية شهرت في وجه عدو الوطن فكان من أول من درب أخوة السلاح ليوصل لنا رسالته الاردنية الحرة الصادقة ويلهج بها لسانه على فراش موته :
(ولي نصيحة أخيرة أوجهها لكل أجيالنا في العالم العربي جنودا ومواطنين عمالا وموظفين أن يتحلوا بفضيلة الصدق التي تبقى هامات أصحابها مرفوعة الى الأبد وان تخلصوا العمل لله والوطن مزودين بسلاح العقيدة الصلبة وان يتحملوا واجباتهم بتجرد وإخلاص ليستعيدوا الحقوق المسلوبة وليعدوا لامتهم سالف عزتها ومجدها وليرفعوا من جديد آيات النصر والتحرير خفاقة عالية ، واني ارجوا الله وقد جاوزت الثمانين حولا أن يأخذ بيدكم تحت القيادة الهاشمية الحكيمة وسيد البلاد الحسين بن طلال المعظم الى ما فيه خير الأمة العربية ، وان يوفق امتنا العربية الى استعادة ما سلب منها وان يوحد كلمتها الى ما فيه خير شعبها والله أسال أن يوفقكم يا جنود العرب لرفع راية النصر والتحرير بعون الله والله الموفق ) .
حتى آتاه الأجل المحتوم يوم الجمعة ثاني أيام عيد الأضحى المبارك الموافق(4/1/1974 )
. رحم الله شيخنا الجليل والمناضل العربي الفذ وهذا بعض مما له علينا وهذة دعوة الى مؤسسات الفكر والثقافة والتاريخ وإلى وزارة التربية والتعليم في وطننا الحبيب ان تفي اصحاب الفضل الذي كان لهم بصمة واثر في صنع تاريخ الوطن في ظل الهاشميين الابرار وحمى الله أردننا .
.