شهرذاد والصورة الخامسة


النفق والقلعة

 

تابعت قيثارة الكلمات

عزفها على الأحرف

لتحيك صورة فيها العبرة

وفيها الموقف

عن قادم بلا دعوة

وسفينة لاترحب بها الرياح

ولا تشرق لها شمس الصباح

وأساطير تصنع انفاقا

ينهش ظلامها ذاكرة

ترغي وتزبد كذبا ونفاقا.

تحت الأسوار حجارة

تنحت صكوك للدار،

لطفل الحجارة والكوفية

لرجل الزيتون والزعتر

والإعصار .

في النفق الزائر يخذله التراب

وقطع الفخار وذكرى لاحباب

لم تنسهم الأحرف والسطور

ولا منهل ماء يردد صدى،

اقدام الصبايا وضحكات الحبور،

عن قصص الحب والنقاء،

عن الشوق و متعة اللقاء،

عن قلعة فيها الأب و الصديق

فيها السيف والمنجنيق.

فيها للطفولة غد بدون فراق

فيها حب واخوة ووفاق.

في النفق لا يرى من أوقد النار،

أن الحياة جميلة بدون حصار،

وأن طيب الهواء أيضا ،

موجود على الأسوار.

هو لا يرى صياد صديقه البحر ،

و حجارة القلعة وأسماك وطحالب النهر.

صياد تعرف ظل شباكه كل الرمال،

و يردد الصحب معه ترنيمات المساء،

واغاني البحارة والوصال.

ساكن الأنفاق ،صديق الدخان

يستحضر الاساطير ويقرأ

الكتب والمزامير للهيب

لايصنع شمسا

و لا يرى بجانب الأسوار

طفلا يلهو ويصعد الابراج

يضحك للشمس ولسنابل قمح

فيها الخبز والمرح.

طفل يرسم على الجدار

هلالا وصليبا

ويزرع شجرة صبار.

ساكن النفق نسي

أن التاريخ حكاية جميلة

يكتبها حجر

يقرأها طفل

يحميها وطن

يشهد له كوفية شهيد وبين الازقه

رائحة الزعتر و الزيتون وخبز الطابون

والكنافة النابلسية.

ساكن النفق لا يرى الشاطىء

والشارع والشراع والابنية

العربية.