الأم الأردنية صنعت الكرامة..


قصيدة الأم للشاعر حافظ إبراهيم) الأم مـــدرســـة إذا أعــددتــهــا أعـددت شـعباً طـيب الأعـراق) من القصائد الخالدة في ذاكرة الأمة العربية ,..القصيدة من أول بيت لآخر بيت في غاية الروعة, وأجمل ما فيها تناولها لأسس التربية الصحيحة وكيف يتم بناء الرجال الرجال, لأنهم وإن كانوا يقولون وراء كل عظيم امرأة, إلا أننا نقول وراء كل عظيم أم عظيمة, وأشهر العظماء إنما ربتهم أمهاتهم, فالأم تبني أمة أو تهدمها, والأم أيضا هي من تربي بنتها لتجعلها أما صالحة تسير على نهجها في تنشئة الأبناء, أو تجعلها فتنة لمن خلفها,..انتقاء رائع للشاعر حافظ إبراهيم,..في يوم الكرامة وعيد الأم نقول: الأم الأردنية صنعت الكرامة, كرامة الأمة وانتصاراتها, كرامة العز والكبرياء, كرامة الرجال الرجال, كرامة المستقبل والأجيال, كرامة الفخر والاعتزاز,..الأم الأردنية بتربيتها لرجال الوطن صنعت ذكرى خالدة في الوجدان، وعزيزة على القلوب، ألا وهي ذكرى يوم الكرامة التي سطّر بها الجيش العربي المصطفوي أغلى بطولاته وأهمها, حيث انتصر على جيش إسرائيل بكلّ ما يحمله من قوةٍ وعتاد، وآلياتٍ حديثةٍ ومتطوّرة,..الأم الأردنية بتربيتها لرجال الوطن سطّر هؤلاء الرجال أغلى تفوّقٍ على الأعداء، ومنعوا تقدمهم في أرض الأردن الطهور، وحموا ترابه من دنس الاحتلال، ولقنوا جيش إسرائيل الذي كان يسمى الجيش الذي لا يقهر درساً قاسياً في البطولة والفداء، وأفشلوا جميع مخططاتهم في فرض جبروتهم على الأردن، حيث وقعت المعركة في غور الكرامة,..الأم الأردنية بتربيتها لرجال الوطن رسمت علامةً فارقةً دافع فيه هؤلاء النشامى عن شرف الأمة العربية، وبثوا الأمل في النفوس بعد الخسارات المتلاحقة التي مُني بها العرب، وخصوصاً بعد نكسة حزيران، ممّا أعاد الحماسة وروح الدفاع عن العرب أمام إسرائيل في نفوس جميع أبناء الأمة,..الأم الأردنية بتربيتها لرجال الوطن أعطت درسا مفاده أن النصر على الأعداء يحتاج للنية الصادقة، والصلابة، والإرادة القوية، وحسن التوكل على الله، والدخول إلى المعركة بنفسٍ تطلب الظفر بالنصر على الأعداء، أو نيل شرف الشهادة في سبيل الله، ومن ثم في سبيل الوطن، وقد كان الشرف للأراضي الأردنية بأنّها أول من مرّغ أنف جيش إسرائيل في التراب دفاعاً عن الوطن والأمة,..الأم الأردنية بتربيتها لرجال الوطن أكدت سقوط غطرسة جيش إسرائيل وكبريائه، بعد أن كانوا يظنون المعركة مع الأردنيين مجرّد نزهة، يُعلنون فيها انتصارهم ثم يعودون، لكنهم لم يعلموا أنّ الأردني لا يقبل الضيم، ولا تثنيه أي عزيمةٍ عن الدفاع عن وطنه، ولا تهمه التضحية بالروح والمال والولد، كي يبقى وطنه حراً أبياً صامداً، ولم يتوقعوا أن تكون روح القتال والجندية مزروعة في قلب كل أردني، سواءً كان من الشعب أو الجيش,..ستبقى الأم الأردنية مصدر فخرٍ واعتزازٍ على مدى الأجيال، وسيبقى الأردن حصناً منيعاً، وطوداً شامخاً، لا تثنيه الريح، ولا يحني رأسه للأعداء المارقين، ويوماً ما ستتحرّر كل البلاد، وستظلّ هذه الأرض عربيةً حرةً، باقيةً ما بقيت الحياة.