بين الفاصلة و الفاصلة

نعم حين نكتب نوجه نداء استغاثه لتبقى طفولتنا غضة لا تقلّمها المواعيد الموجعه.

حين نكتب نتدفأ من البرد و نسقي عطش الروح و نحلم و نفرح و ننسى، و لا شيء ينفي ان الجسد حقيبة سفر تحملنا بداخلها و ليس العكس .
عندما تجتاحنا احاسيس بالفوضى و بالضياع،عندما نشعر ان الاشياء تذوب منا في منتصف الطريق ...نتوقف فجأة ننظر خلسة الى خزانة انفسنا نفتش في كنوز الذات، نبعثر الذاكرة..
و يأسا نحاول ترتيب الاوراق،نركض نحو الاستقرار لكن نخاف النظر في مرآة..نجلد النفس و تجلدنا الذات وبين الطريقين نتوقف نظرة على اليمين و نظرة على شمال ولا نعي اي طريق نختار..
الحيرة عنوان كبير لأفكار تهتز على حبال اليقين و تشدها رحلة اللاعودة..وعندما نأخذ قرارا نهرول باتجاه واحد و لا يهمنا،لا نسمع..نصبح كالسهم، كالحربة و من الجائز ان نخطئ الهدف.
القلب كفلّة يهتز كلما هزتنا خيبه، ينتظر النور ليقبّل وعد الحب إنما برغم كل شيء يبقى الحرف عاجزا. فكثيرة هي العبارات التي لا تسعفها الاحرف لتصلنا . فتكبر الجراح و نكبر معه و النداء محموم بالالم و الاستغراب!
نرفض ان نصدق حتى نموت ببطئ و حسرة مع مدفون الذكريات ليبدأ يمعن فينا الجفاف لاننا لسنا لمن نحب و لا لسواه فتهاوينا على عتبة غِياب لغيّاب،ففي غرف الانتظار يبقى المحرومون يبكون بصمت و يذوبون تحت النوافذ و خلف المقاعد و الابواب يكتبون وهم يزرعون فوق العشب ابتسامه .
و في النهاية بين الفاصلة والفاصلة كلمة لم يُبَحْ بها، و بين النقطة والنقطة أمنية سقطت وسقط معها شيء من نبض القلب وعلى قافية كل سطر جديد،أغنية،وعد،ابتسامه،حزن و زخة مطر لشتاء عاجل و آخر تأجل.