الصورة الرابعة، الأنفاق

تابعت شهرذاد الحكاية

رسم الصورة والرواية

عن من تاه عنه جبل الطور

وهرب منه الظل

وصوت الماء وتغريد الطيور.

عن تائه لفظته أحرف الأبجدية

وجمال الكلمة ورقة السطور

ونسيته الشمس

وذكرى النهر واقاصيص الأمس.

 

مسافر زاده قارب ورياح،

وموانئ ينشد فيها المال والارباح،

ودفه ترسو عند رمله،

يقرأ لها كتب اسفاره،

ويردد ان عسلها ولبنها له

والزيتون يثمر له

و التاريخ هو له

والثأر ثأره

والاستحقاق له

والفخار تحت الصخرة

فخاره والآثار آثاره.

تحت الصخرة

يقرأ شايلوك سفر الأنفاق

سفر البقاء وعجائب التاريخ والاسترقاق،

يذرف الدمع ويقطع الجذر

يبكي ويقبل الصخر.

تحت الصخرة والقبة

لا يقرأ سفر السلام والمحبة.

الشمس لاتشرق في الانفاق

ولايغزوها قمر ولا نجوم

لتنير عقل وقلب العشاق.

انفاق لايرفرف فيها الحمام

ولا يغني معولها للسلام

ولا تفرج عن روح أدمنت

قراءة سفر المحبة والسلام

ولا ترميمه تبدد الظلام

لا حكايا شهرذاد

وحلو الليالي وعذب الكلام .