أوبريت الصمت العربي

بقلم:ربحي شعث

هذا الأوبريت يحكي قصة وطن يباع بخسا في أسواقنا لنصدر أجمل مافيه ومن فيه إلى أوطان لاتفقه فيه ولايفقه من فيه. أوبرايت الصمت العربي يشترك فيه 22 نظاما عربيا بالصمت على جرائم في حقنا منذ مايقارب الثلاثين عاما.ويبدوا أن مخرج ومصمم الأوبريت السيد الأمريكي قام بتحضير الأوبريت بعد سلسلة من الإنجازات العربية كمعركة الكرامة وحرب أكتوبر (تشرين) والتي وضعت حلا لأسطورة تفوق الجيش الإسرائيلي مما حذا بالدول التي نجحت على كسر شوكة إسرائيل أن تستسلم له لاحقا بما سمي معاهدة السلام.

بدأ الأوبريت فصمتوا لما يحدث بالحرب الأهلية اللبنانية وماتبعه من إجتياح إسرائيلي عام 75-90 وكان تدخلهم خجولا قياسا لأطراف النزاع وسنواته ونتائجه.

صمتوا في العراق بل مزقوا العراق بصمتهم,هذا البلد التي حروفه تهز الهجاء,صمتوا في احتلاله واغتصاب ثرواته وتدنيس حضاراته وقتل الكبرياء فيه,لقد مارس الإحتلال فيه أقصى أنواع الذل فداسوا على رقابنا ببساطيرهم والتقطوا صورا لنا ونحن عراة وقتلو واغتصبوا فيها البنات العذارى وألقوا فيها الرعب.

صمتوا في فلسطين,في غزة والضفة ونابلس والخليل وجنين, في كنيسة المهد وقبور الصالحين, في القدس هودوها ودنسوها.في كل جزء من فلسطين.صمتوا عندما قتل المحتل محمد الدرة وإيمان وأطفال بعلوشه.صمتوا في طلب الحق وعودة الحق لنا. صمتوا جبنا

صمتوا لمجزرة مدرسة بحر البقر في مصر وإستيلاء على أراضي في الأردن واحتلال الصومال وقصف السودان واحتلال الجولان ونهب بترول الخليج. صمتوا على المجزرة الفرنسية "ساقية سيدي يوسف"  ضد الجزائر وتونس. صمتوا أخيرا بقتل المواطنين على الحدود فلسطينية المحتلة مع لبنان وسوريا بدم بارد من قبل الكيان الصهيوني.

حتى في أفراح الشعب صمتت الأنظمة, فإنتصارنا اللبناني في سنة 2000 وسنة 2006 وعدم انكسارنا في حرب غزة 2008 وانتفاضتنا الشعبية الأولى عام 1987 والثانية عام 2000 قد نخص عليهم عيشتهم ولم يرق لهم وأفقدهم الشهية في الأكل والنوم.

يبدوا أننا نحن الشعوب العربية نعيش تحت وطأة أنظمة تقوم بكل مابوسعها للنيل من قدرات شعوبها العقلية والثقافية والدينية والرياضية والعلمية...وأن الكرة الأرضية على ماقد أجزم عبارة عن شبكة برؤوس شيطانية تتمثل بالأنظمة وإننا نحن الشعوب العربية الأكثر تضررا لأننا الأكثر علما وفقها وعاطفة والأكثر إحسانا والأكثر بترولا وغازا والأكثر زراعة والأكثر شرفا وكرامة.

شكرا لعام 2011 في ثوراته وزلازله وبراكينه وتسونومياته وويكيليكسياته,شكرا لله وحده على هذه السنة الجميله وندعوا الله وأنفسنا أن يعيننا لنقوم بأمور وطننا والإرتقاء بحضارتنا والعزم على إعادة بناء -وليس ولادة- شرق أوسط عربي مدني محافظ يتمتع بالحرية والكرامة, بالنفس والمال والقلم والدعاء في ظل أنظمة وحكومات نحن نزرعها ونحن نقلعها  ثمنا لصمتها.وليتذكروا قول الشاعر محمود درويش: أنا عربي..أنا لاأكره الناس ولا أسطوا على أحد..ولكني إذا جعت آكل لحم مغتصبي..فحذاري,حذاري من جوعي ومن غضبي..سجل أنا عربي.

7-6-2011