اين يختفي البغدادي ؟!...رأسه بـ 25 مليون دولار!

اخبار البلد

 
أفادت إحدى وسائل الإعلام العراقية بأن أبابكر البغدادي، المعروف باسم إبراهيم البدري، لم يعد موجوداً في الموصل المحاصرة، وأنه في مكان ما على الحدود السورية "بين الهجين في سوريا وبيجي في العراق".

 في جميع الأحوال، هناك مطاردة جارية، ومن المفيد تقدير ما سيجري مع البدري، العراقي الخارج على القانون، وزعيم عصابة القتل الجماعي المنتمية لما تدعوه إدارة ترامب "بالإرهاب الإسلامي الراديكالي"، الولايات المتحدة زادت المكافأة المرصودة لمن يدلي بمعلومات عن زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، وعرضت 25 مليون دولار لمن يقدم معلومات تساعد على تحديد موقعه أو إلقاء القبض عليه أو إدانته.. وعرض برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية، في تشرين الاول، عشرة ملايين دولار لمن يقدم معلومات بشأن البغدادي، الانباط في ملف اليوم نبخث عن إبراهيم البدري أو البغدادي.. ماذا سيحصل إذا وقع في الأسر؟ صحيفة تايمز اشارت إلى أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة كان يحاول اقتفاء أثر البغدادي منذ تنصيب نفسه خليفة على الأراضي التي تحت سيطرة الجماعة، ويعتقد أنه كان في الموصل في مرحلة ما قبل بدء حملة استعادة المدينة في الخريف الماضي مع قادة آخرين قبل تطويق المدينة.

 وقال مراسل الصحيفة ريتشارد سبنسر إن الإستراتيجيين والمحللين العسكريين يقيّمون الآن ماهية خطة الجماعة على الأمد الأطول بعد طردها من الموصل، بمعنى ما إذا كانت ستستمر في محاولة التمسك بالأرض لتبرير مزاعم كونها خلافة أو تعود إلى أساليب حرب العصابات.

 وأضاف أن حملة حرب عصابات طويلة الأمد من المرجح أن تعني أن القوات الأميركية قد تبقى في مكانها في المستقبل المنظور -رغم انسحاب الرئيس أوباما في عام 2011 قبل ظهور الجماعة- وعزم الرئيس دونالد ترمب على إبقاء الجيش الأميركي بعيدا عن الحروب الخارجية. وأورد سبنسر رأي الباحث المراقب لدعاية تنظيم الدولة بجامعة كنغز كوليدج في لندن تشارلي وينتر الذي قال فيه إن فكرة إعادة الاستيلاء على الموصل بأنها كانت خسارة كبيرة للبغدادي كانت فكرة مبالغا فيها. 

وأضاف وينتر "في رأيي تنظيم الدولة تخلى عن الموصل منذ أشهر، وربما قبل سنوات.

 والتمسك بالمدينة كان دائما مجرد مسرحية دعائية تسمح له في السنوات المقبلة بمواصلة التباهي بمثاليتها". يقول الإذاعي جون باتشلور، مقدم برنامج John Batchelor Show في ولايات أميركية عدة، في مقال له بموقع "ديلي بيست" الأميركي. وتحدث الموقع مع سيباستيان غوركا، نائب مساعد الرئيس، وعلمت بوجود احتمالية وقوع البدري –إذا تم العثور عليه- في أيدي القوات الأميركية وحلفائها في المنطقة، مثل القوات الكردية المعروفة باسم "وحدات حماية الشعب".

 سأل الموقع "هل نريد البدري حياً؟" وقال غوركا: "خلافاً لإدارة أوباما، نحن لن ننتقد قادة مسرح الحرب"، وتابع قائلاً: "لن نسير على نهج الثماني سنوات السابقة، سنترك تلك القرارات المتعلقة بكيفية التعامل مع الهدف الثمين إلى هؤلاء الموجودين على جبهة القتال".

 وضعه في القفص ثم تحدث غوركا عن الفرضيات المحتملة لما سيحدث عقب وقوع البدري في الأسر، بالقياس إلى مطاردة زعيم القاعدة أسامة بن لادن لتسع سنوات، ثم قتله في 2011، وتابع: "لطالما قلت إنني لو كنت أمتلك الخيار في السنوات الـ16 الماضية، لكان من الأفضل ظهور أسامة بن لادن في بذلة برتقالية في قفص الاتهام الخاص بإحدى المحاكم الاتحادية.

 ليس فقط لكنز المعلومات الاستخباراتية التي كان يمكن الحصول عليها من التحقيقات، بل لأجل الجانب النفسي في الحرب أيضاً. 

(زعيم الجهاد العالمي) في قفص الاتهام مصفداً من خصره بإحدى السلاسل. 

كان هذا ليكون اختياري".

 ويقول باتشلور إنه يتفق مع هذا الإجراء مثلما يفعل العديد من زملائه، مثل مايكل فلاهوس المؤرخ في جون هوبكينز، الذي يضاهي بعض النماذج التاريخية التي أدارت بها الإمبراطوريات عملية إدانة الخارجين عن القانون وأتباعهم.

 ويشير باتشلور بحسب "دايلي بيست" أنه في حرب العبيد الثالثة التي شهدت ثورة سبارتاكوس، تمثل رد روما في صلب 6 آلاف من جيش العبيد المهزوم على طريق أبيا.

 ولم يُعثر على سبارتاكوس نفسه.

 بعد ألفي عام، استمرت هذه القسوة والوحشية عبر القرنين 20 و21، بداية من مذبحة الأرمن منذ قرن مضى وحتى داعش اليوم.

 ولذا فهي وسيلة لا تتمتع بالمصداقية بالنسبة لتحالف يضم الولايات المتحدة.

 قتل علني ويضيف باتشلور أنه "كان هناك عدة طرق أخرى للتعامل مع الخارجين عن القانون.

 على سبيل المثال، كان الإعدام العلني السادي لويليام والاس هو الإجابة التقليدية عن تمرد أمراء الحرب في العصور الوسطى وعصر النهضة. حتى إن ملك الشمس، لويس الرابع عشر، صاحب ذروة حضارة حق الملوك الإلهي في فرساي، منح حق تعذيب وحرق الخارجين عن القانون مثل الساحرات والمُسمِّمين.

 إلا أنه بعد فضيحة الإغراق إلى حد الاختناق التي تعرضت لها إدارة بوش، فليس من المرجح أن يتعرض البدري أو مساعدوه للتعذيب أثناء احتجازهم".

 ويقدم التاريخ الأميركي كذلك نماذج قاتمة لتعامل السلطة الدستورية مع أولئك الذين جرى اعتبارهم تهديداً عظيماً للنظام المدني، مثل إطلاق بوسطن كوربت الرصاص على جون ويلكس بوث المحاصر بعد هزيمته والتغلب عليه، أو مثل قتل زعيم الأولغالا المدعو بالجواد الجامح بعد خداعه ومحاصرته. 

بالنسبة للأميركيين وحلفائهم الجدد، تمثل محاكمات نورمبرغ (1945-1949) نموذجاً محتملاً لما يمكن القيام به إن جرى القبض على البدري مع آلاف من أتباعه. 

إلا أن الإشارة إلى نورمبرغ باعتبارها إجابة كاملة للتعامل مع القتل الجماعي يمكن أن تكون مضللة.

 علمت من أندرو ناغورسكي، أثناء الحديث حول كتابه "صيادي النازية"، أن الحلفاء صُدموا من حجم الجرائم وأعداد القتلة. 

وأوضح ناغورسكي "لقتل الملايين، تحتاج للملايين، أو على الأقل مئات الآلاف.

 ولهذا، أراد الحلفاء جعل كبار القادة وبعض ممن أداروا معسكرات الاعتقال عبرة للآخرين، لكن لم تكن هناك طريقة لمحاكمة الجميع، وسريعاً ما بدأت الحرب الباردة".

 ما عناه ذلك، أنه في أعقاب الحرب (1945-1946)، أُدين أسوأهم مثل مارتن بورمان ويواخيم فون ريبنتروب، وجرى إعدامهما (ليس بشكل علني)، بالرغم من ذلك، تمكن آلاف الهتلريين الذين شاركوا في المذابح من الفرار من قبضة العدالة.

 ومع بداية الحرب الباردة في 1948، أمسى القصاص الشامل حلاً غير عملي، بسبب غياب الشهود أو وفاتهم، أو التحقيقات غير المكتملة، أو الموارد المستهلكة والأزمات الجيوسياسية.

 و"من السهل افتراض أنه في حالة إلقاء القبض على البدري وقياداته، ودحر حشود داعش، فسيغير عشرات آلاف القتلة وأعوانهم جلودهم لأجل الذوبان وسط الاضطرابات الجارية في الشرق الأوسط وأوروبا.

وستغدو الدول العربية الهادئة الواثقة ذات الثقافة الإسلامية الحديثة فقط هي القادرة على مواجهة القتلة أو إعادة تأهيلهم"، يقول باتشلور.

 ويضيف: "صحيح أن البدري المصفد في بذلة برتقالية خلف قفص زجاجي مضاد للرصاص على التلفاز العالمي، سيقدم للولايات المتحدة وحلفائها ميزة سياسية لبعض الوقت، إلا أن الغضب القاتل الذي يدفع القتلة سيستمر حتى يتمكن الإسلاميون العصريون من الانتصار 3 سيناريوهات لنهاية أبوبكر البغدادي الانباط كشفت مجلة «نيوزويك» الأمريكية عن وجود 3 سيناريوهات أمام إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، للتعامل مع زعيم تنظيم «داعش» الإرهابى، أبوبكر البغدادى، حال القبض عليه، وذلك فى ظل تقدم القوات العراقية فى «الموصل» وسيطرتها على مساحات كبيرة فى المدينة. 

ونشرت المجلة الأمريكية، تقريرًا بعنوان: «ماذا لو قبضت إدارة ترامب على زعيم داعش؟»، بدأته بالحديث عن «البغدادى» وذكرت أن اسمه الحقيقى هو «إبراهيم عواد إبراهيم على البدرى»، لافتة إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت عن مكافأة 10 ملايين دولار لمن يخبرها بمعلومات تؤدى إلى القبض عليه أو استهدافه.

 وأشارت إلى تداول الكثير من المعلومات الخاطئة حوله، من إصابات وقتل، مرورًا بنشر تقرير فى ديسمبر 2012، يؤكد نجاح اعتقاله من قبل القوات العراقية بعد عملية تجسس وتتبع استمرت شهرين، إلا أن التنظيم نفى تلك الأخبار.

 وتؤكد «نيوزويك»، أن البغدادى صيد ثمين، ومطاردته مازالت جارية، وانتقلت للحديث عن السيناريوهات التى ستتبعها إدارة «ترامب» فى حال القبض عليه. 

السيناريو الأول حسب المجلة الأمريكية، يتمثل فى سجنه وليس قتله فى مهمة مثل «بن لادن»، وهو ما كشفه سيباستيان جوركا، نائب مساعد «ترامب»، الذى رد على سؤال: «هل تريد البغدادى حيًا؟، وأن يقع فى يد الولايات المتحدة وحلفائها فى المنطقة؟» بقوله: «إذا وقع البغدادى فى الأسر فإنه لن يلقى نفس مصير زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن بعد تسع سنوات من السعى وراءه وتم قتله فى غارة أمريكية فى عهد أوباما فى 2011»، واصفًا «البغدادى» بـ«الكنز».

 وتوضح «نيوزويك» أنه لو تعامل «أوباما» بشكل مختلف لكان «بن لادن» فى بذلة برتقالية اللون، داخل قفص اتهام فى محكمة اتحادية أمريكية الآن، وكان سيمثل كنزًا من المعلومات الاستخبارية، التى يمكن استخلاصها منه أثناء الاستجواب، فضلًا عن أن اعتقاله وليس قتله، بمثابة حرب نفسية كبيرة على التنظيمات الإرهابية، وهم يرون القائد العظيم يقف فى قفص الاتهام مكبلًا بالأغلال، والسلاسل على خصره ويديه وقدميه.

 ويتفق غالبية المسئولين الأمريكيين، على أن السيناريو الأفضل فى حال الوصول لمعلومات عن مكان «البغدادى» هو اعتقاله وليس قتله كما حدث مع «بن لادن»، وهو الرأى الذى يؤيده العديد من الخبراء، منهم جونز هوبكنز، ومايكل فلاهوس، مستندين إلى نماذج تاريخية لكيفية محاكمة الخارجين على القانون وأتباعهم.

 ورغم أن صورة «البغدادى» بالسلاسل فى بذلة برتقالية داخل كشك زجاجى مضاد للرصاص على التليفزيون فى أنحاء العالم أمر مهم، ويوفر ميزة سياسية للولايات المتحدة وحلفائها لعدة عقود مقبلة، إلا أن هذا السيناريو سيؤدى أيضًا إلى غضب يدفع عناصر التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية إلى استمرار «الحرب الجهادية» فى مختلف أنحاء العالم.

 السيناريو الثانى ورأت المجلة، أن السيناريو الثانى يتمثل فى طرق أخرى من التخويف، كأن تعدمه الولايات المتحدة بشكل علنى كما كان يحدث فى العصور الوسطى وعصر النهضة، مستشهدة بما كان يقوم به الملك لويس الرابع عشر، وتقمصه دور الخالق، وأن لديه الحق الإلهى الممنوح فى تعذيب وحرق الخارجين على القانون، مثل السحرة والسجناء.

 السيناريو الثالث فيما يتمثل السيناريو الثالث فى سجن «البغدادى» وتعذيبه، وهو الأمر الذى اعتبرته المجلة غير مطروح، خاصة بعد الفضائح السياسية التى أغرقت إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الأبن فى العراق وسجن أبوغريب وحالات التعذيب.

 واختتمت المجلة تقريرها بالقول إنه أيًا كانت السيناريوهات فإن القبض على «البغدادى» سيؤدى بلاشك إلى قهر عناصر «داعش»، وعشرات الآلاف من القتلة والمتطرفين داخل التنظيمات الأخرى المتفرقة ويسفر عن حالة من الاستقرار النسبى للاضطرابات المستمرة فى الشرق الأوسط وأوروبا، ويخلق فرصة لإعداد الدول العربية والإسلامية خطط لمواجهة وإعادة تأهيل باقى الشباب الذين تم التلاعب بعقولهم الصغيرة.

 ما مصير منصب "الخليفة" بعد نهاية "البغدادي"؟ الانباط "نقلا عن العربية ":- مع تكثيف ضربات قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق و سوريا، يطرح السؤال بشأن مستقبل منصب " #الخليفة " في حال القضاء على "أبو دعاء السامرائي" الملقب بـ "أبو بكر البغدادي"، وهوية الشخصية المحتملة لتولي خلافة التنظيم، لاسيما بعد إفراغ الساحة العراقية والسورية من القيادات الداعشية البارزة .

 إلا أن المتابع لنشأة التنظيم مع ما كان يسمى "دولة العراق الإسلامية" في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2006، والذي جاء في خط تراكمي، تَمثَّل تدريجياً بإعلان أبو مصعب الزرقاوي تأسيس جماعة "التوحيد والجهاد في بلاد الرافدين" سنة 2004 ، ومن ثم مبايعة #الزرقاوي لـ أسامة_بن_لادن ليعلن عن قيام تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين"، يجد أن استلهام التنظيم لقوته، وفرض حضوره بين أوساط #الجماعات_الجهادية الراديكالية في العراق عقب مقتل رجله الأول الزرقاوي (الأردني) 2006، لم يكن في الدرجة الأولى مستنداً على منصب الخلافة بحد ذاته، وإنما على البنية المركزية للتنظيم وقياداته العسكرية الميدانية.

 احتكار البغداديين لمنصف الخليفة ويبقى منصب "الخليفة" وهوية "أمير المؤمنين"، الذي جُعل حكراً على "البغداديين" حيث مركز التنظيم في العراق، لا يتعدى عن كونه مهمة رمزية، كقائد ديني وسياسي، له حق الطاعة بعد اختياره من قبل مجلس الشورى وأهل الحل والعقد، فكان منهم أبو عمر البغدادي (حامد داود الزاوي) ومن بعده أبو بكر البغدادي، "إبراهيم عواد البدري"، كما عيَّنَ الزرقاوي بعد تشكيله ما عرف بمجلس شورى المجاهدين "أبو عبد الرحمن البغدادي" رئيساً له.

 البغدادي عُيِّن "ارتجالياً" هامشية منصب "الخليفة" ومن يتولاه، تتجلى من خلال تعيين كل من أبو عمر البغدادي وأبو بكر البغدادي، والذي جاء وفقاً لما وصفه عناصر تنظيم الدولة المنشقين عنه بـ "الارتجالي"، ولم يكن بحسب ما روج له التنظيم للكفاءة الشرعية والخبرة القتالية. 

ووفقاً لرسالة "أبو سليمان العتيبي"، القاضي العام للدولة الإسلامية بالعراق، التي وجهها لقيادة تنظيم القاعدة في خراسان 1428 (وهو قاضي جماعة التوحيد والجهاد "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين")، أوضح فيها ارتجالية تعيين أبو عمر البغدادي "أميراً للمؤمنين"، وفق محادثة له مع أبو حمزة المهاجر، قائلا: "من العجب العجاب هنا أن إعلان الدولة بهذه العجلة ولم يحدد من هو أمير المؤمنين أصلاً، وإنما سمّاه "أبو حمزة المهاجر"، باسم مستعار وهو أبو عمر البغدادي ولم يحدد شخصه، بل قال لي بالحرف الواحد يوجد شخص سوف نختبره شهراً كاملاً فإن صلح أبقيناه أميراً للمؤمنين وإلا بحثنا عن غيره، والله على ما أقول شهيد".

 أما عن كفاءة من يسمى بـ"أمير المؤمنين" أبو عمر البغدادي، فقال العتيبي: "أما بالنسبة لأبو عمر البغدادي فهو لا يعرف ما يدور حوله، ويكتفي بآراء من حوله ولا يعارضهم في شيء البتة". 

من جانبه قال أبو أحمد، من مقاتلي "خراسان والعراق والشام" في رسالة له نشرت عبر منصات القاعدة الإعلامية قام بمراجعتها والتعديل عليها كل من "أبو طلحة مالك وإحسان العتيبي"، بشأن مبايعة "أبو عمر البغدادي": "بايع الشيخ المهاجر بطريقة عجيبة الشيخ أبو عمر البغدادي الذي لم يكن يُعْرف في التنظيم على أنه قيادي كبير أو صغير بل كان شخصاً عادياً". 

ورأى أن اختيار أبو بكر البغدادي جاء "بصورة أتعس"، قائلاً: "كان اختيار أبو بكر أسوأ من سابقه، فلا هو معلوم لنا ولا لغالب الإخوة القادة، وبسبب السرية وضعف التواصل فكل شخص يظن أن فلاناً هو من اختاره".

 أما الانتساب القرشي لـ "إبراهيم عواد البدري"، فاعتبر حيلة من قبل أعضاء مجلس شورى التنظيم، وذلك لإضفاء الصبغة الشرعية على منصب "الخليفة". 

فوفقاً لتدقيق قام به "أبو أحمد"، قال: "البغدادي من قبيلة البو بدري مواليد (سامراء)".

 وأضاف: "يعلم الله أني بحثت في نسبه وسألت الصالحين والصادقين وتوقفت لفترة فيه، حتى هداني الله إلى أخ مجاهد عالم بالأنساب، فأكد لي أن البو بدري والبدريين ليسوا من آل البيت، ولا من قريش فصاحبنا أبو بكر ليس ببغدادي ولا قرشي حتى".

 ولم يقتصر التشكيك في النسبالقرشي لدى معاصريه، وإنما طال أيضا الكفاءة الشرعية والخبرة القتالية، فوفقاً لما أشار إليه المقاتل في جماعة خراسان "لم يحصل البغدادي على درجة الدكتوراه، كما أن رسالة الدكتوراه التي لم ينلها كانت في علم التجويد".

 وأضاف القيادي المنشق عن تنظيم (داعش) قائلاً: "فهو ليس دكتور شريعة ولا بغداديا ولا قرشيا ولا من نسب الحسن ولا الحسين، ولكن صارت القرشية "كليشة" تنسب لأمير داعش، وليس العكس وهذا من كذب داعش". 

ي كان مجرد "مركز بريد"، حيث يأتي أحد المقاتلين ببريد ويرميه في باحة بيته، ثم يأتي مقاتل آخر ويأخذ البريد منه من دون معرفته بالطرفين".

 وكما جاء في المراسلات فإن: "مناف الراوي كان هو من ينسق البريد ويوزعه، وكان أحد بيوت البريد هو بيت إبراهيم عواد السامرائي أبو بكر، ولم يكن يعرف الطرفين المرسل والمستقبل، وعند اعتقال المراسل جاء أحد أمنيي بغداد يخبر أبو عواد السامرائي باعتقال المراسل فقال له: "إنه يعرف بيت مناف الراوي، فأخبر أحدا بذلك فرد السامرائي أنا مجرد بيت بريد ولا أعرف أحدا".

 "الخليفة ما هو إلا الحلقة الأضعف" كذلك قلل منظرو الجماعات الجهادية الراديكالية من أهمية شخصية "الخليفة"، أبو دعاء السامرائي في تنظيم داعش، معتبرين أن البغدادي ما هو إلا رمز، والحلقة الأضعف في التنظيم، وعلى حد وصفهم فإن: "مقتل البغدادي لن يؤثر على نهج وقوة التنظيم، فمن السهل إحضار أي شخصية عراقية ونسبه إلى قريش، وفي الوقت الراهن لا توجد أسماء محددة لمن سيخلف البغدادي إذا قتل".

 يشار إلى أن تعيين أبو عمر البغدادي جاء بعد تولي أبو حمزة المهاجر قيادة التنظيم، الذي سعى إلى إنشاء دولة أو إمارة إسلامية كمظلة لمختلف الفصائل المقاتلة بالعراق، وأُرغم خلالها الرافضون لمشروع الدولة على بيعة أبو عمر البغدادي وقد تسبب ذلك في تصفية المنشقين عنه من تنظيم القاعدة والجماعات الأخرى.

 وبعد الإعلان عن مقتل أبو عمر البغدادي في 19 أبريل/نيسان2010 إلى جانب وزير حربه، أبو حمزة المهاجر، بادر حينها تنظيم دولة العراق الإسلامية إلى استبدال كبار قادته في إعلان بيان مجلس "شورى المجاهدين"16 مايو/أيار 2010 معتبراً "أن الكلمة قد اجتمعت على بيعة أبو بكر البغدادي الحسيني القرشي أميراً للمؤمنين بدولة العراق الإسلامية وكذا على تولية أبو عبد الله الحسني القرشي وزيراً أول ونائباً له، وتعيين أبو سليمان وزيراً للحرب خلفاً للمهاجر".

 حيلة أتت بالبغدادي وكما كان تعيين أبو عمر، جاء الأمر ذاته مع اختيار أبو بكر، بعد تفرد (حجي بكر) الذي تولى إدارة التنظيم عقب مقتل أبو عمر والمهاجر بالتنسيق لذلك، وبحسب ما كتبه (أبو أحمد) المقاتل في جماعة خراسان: "عمد حجي بكر إلى حيلة خبيثة، إذ راسل كل مسؤول على حدة، موهماً إياه أنه استشار غيره فوافق على تعيين أبو دعاء السامرائي أميراً بدل أبو عمر البغدادي، فوافق أغلب الأمراء من دون معرفة ساعي البريد، ظنا منهم أنه قديم وصاحب سبق، وظنا أن أبو دعاء شرعي قديم من أصحاب الزرقاوي، وأنه قرشي حسيني بغدادي، فوافق أغلب الأمراء الذين تم عزلهم لاحقا بطرق عدة".