انا «استجدي،اذن انا موجود»!!

يعيش المواطن او الكائن البشري حياته «يستجدي» و»يرجو» و»يترجّى»،تارة يطلب ما يمدّه بالعون على الاستمرار في النمو،منذ ساعة الولادة،حين يصرخ»واء واوء « كي تُرضعه أُمّه،او تنظّفه ،او حينما يشعر بالمرض،فيكون الصراخ تعبيرا عن الالم.

وعندما يكبر قليلا،يستجدي شقيقه الاكبر كي يصطحبه معه الى الحارة كي يلعب مع الاولاد.

وحين يدخل المدرسة،يستجدي الحصول على العلامات من المعلم كي يحفظ ماء وجهه مع اهله،هذا كان ولدا «طيبا».

اما اذا كان «عكس ذلك»،يهرب من المدرسة،ويزوّر شهادة المدرسة،ويضيف اصفارا الى علاماته المتدنّية.

وفي المرحلة الثانوية وبعد ان ينجح في» التوجيهي»،يستجدي» كمبيوتر/ التعليم» لكي يزيد من مجموع علاماته،نصف علامه بحيث تؤهله لدخول الكلّية التي يرغب باكمال دراسته فيها.

وعندما،يتخرّج،يستجدي» الوظيفة»،وينتظرها ويوّسط «كائنات» كي يلتحق في سوق العمل ويصبح مواطنا عاديا،مش اتوماتيك.

وهنا يدخل مرحلة استجداء العلاوة،ويتحمّل في ذلك،»قرف المسؤولين»،وربما يضطّر للمساومة والتنازل،في ظل غياب العدالة.

يفكّر بالعروس،يتقرّب منها اشهرا،ويعيش تناقضات المجتمع والعائلة.

اهله يريدونها «بيضاء» ومعها» راتب»،وهو يريدها «سمراء» حتى لو «بدون راتب». وتضيع الفتاة.

اما اذا تزوّج،و»زبطت معه»،فإنه،يدخل في مرحلة «ما بعد طقوس الزواج» ويأخذ بتلمّس آثار «الجراح» و» المصاريف» التي انفقها « والديون» الى آخر نفقات الزواج.

يأتيه الولد،ويدفع عليه»دم قلبه».

يُصبح الاب «جبانا وبخيلا»،المهم ان يرتاح الولد،وان ياكل الولد وان ينام الولد وان يدخل «أحسن مدرسة».

وتبدأ مرحلة» ايقاظ الولد»..

بالعربي»تترجّاه» كي ينهض من نومه،و»تترجّاه» كي يتناول افطاره»،و»تترجّاه» كي يُدرك ان « التعليم مهم للكائن الحيّ»،وان البني ادم اذا لم يذهب الى المدرسة،يدخل»حظيرة الحمير»..

وقبلها وبعدها،ودائما» تترجّى» زوجتك، ان تخفّف عنك « الضغط»،ولا تتحول الى « دبّوس» يشكّ حياتك آناء الليل واطراف النهار

واخيرا، «تترجاني» ان «أنهي المقال»،وانا « أترجّاكم» ان تقرأوا «مقالي». وهكذا.. كما قال الفيلسوف « اللي نسيت اسمه:

أنا « استجدي،اذن انا موجود»!!