نبض المواسم
نمنمات على وجه الورق و مصابيح تشعل للكلمة عنوانا و معنى...
الحياة..هي كاختصار لصوت الموسيقى البعيد و أمواج البحر الساحرة في الغروب،و الذكريات والصوّر غدير يسقي جفاف النفس فيأتي التمني زائرا ثقيلا حين ينساب على اطراف المساء المفعم بالسراب.
التمني..حيث لحظة صدق مع الذات و انعكاس لنبض الوقت ! إذ كثيرا ما نتمنى ان نترك للنفس، للقلب، للروح، للصوت العنان،نتمنى لو توقف العقل قليلا،و نتمنى لو ان لا قيد للكلمات، فما اصدق الجمل التي نكتمها و نتراجع عنها و مؤلم ذاك البوح المكتوم ،مؤلم تسوير الافكار و جلد فرح الحلم بواقع، مؤلم مسح الدمع قبل موسم التساقط، مؤلم تظاهرنا بالقوة في عز الوحدة !
نبض المواسم يبقى دفين اللقاء وممنوعا من الصرف و كأن الدنيا تتسع لتضيق و من ثم بالعكس. الغد مجهول تلونه يقظة الحلم حين يعبث بنا صوته، فنخاف غفوة في احضان البحر الذي يقرع طبول الاحتياج و نهرب من ضوضاء كبوة الى ان يعود السكون الى النفس آخر النهار محلقا عنيدا فضفاضا اكثر فأكثر و يرمي بثوب السهر على شرفة القمر.
و هكذا يبقى البشر معلقون ...و بين موعد يجمعنا و اخر يغيب عنا حلم نتقاسمه و مسافة من عشق تربطنا بعشق..والكثير الكثير من لملمة الوقت الضائع. نريد كل شيء حين قد نعجز عن الاحتفاظ بشيء، و تبقى الهمهمات خيالا في صدى الكون كما إرتماء الجمل في احضان القلم لا إرتواء من واقع و لا عجز خيال .
ليبقى التحديق في عين الحقيقة كمن يحاول إرتداء الاستقرار فينصب صدره للريح، و ينتظر ان يبصم للفرح على سطر الافق بالرغم من ان الطريق يعج بالمخاطر بسبب ارتباك الزمان .
لكن بعض البشر هكذا يزداد لمعانا كلما اشتد المطر على الرؤوس،و يفرحون إن اغرقهم في المسافات،و ينتشون حبا ان ضج الحنين بسؤال:
فأين الذين مروا على سنابل القلب وحصدوا الشعر قطوفا من عطر وياسمين!!؟؟