مطلوب للتنفيذ القضائي!
لا يتوقف الكثيرون طويلا عند أخبار القبض على مطلوبين للتنفيذ القضائي بقضايا شيكات مالية بمبالغ كبيرة، سواء عبر استعادة بعض المطلوبين عبر الإنتربول من الخارج أو عبر القبض عليهم بعد أن اختفوا عن الأنظار لأشهر أو سنوات داخل البلد. الإعلانات التي تصدرها مديرية الأمن العام عن القبض على مثل هؤلاء الاشخاص، باتت في تزايد واضح في الآونة الأخيرة، وتكاد تتكرر مرة على الأقل في الأسبوع الواحد.
نتحدث هنا أساسا عن مطلوبين، ترتبت عليهم أحكام أو مطالبات قضائية بمبالغ كبيرة، تصل إلى نصف مليون دينار أو مليون أو أكثر من ذلك، تمر في الصحف كأخبار مثيرة، فقط من ناحية ارتفاع أرقام المبالغ المترتبة عليهم، ولا يسمح غياب تفاصيل قضايا هؤلاء الأشخاص في إحداث تفاعل إنساني أو تساؤل لدى المتلقي والقارئ عن أبعاد اتساع هذه الظاهرة.
لا أملك احصاءات وأرقاما حول مشكلة إفلاس، أو حتى تعثر الشركات والمؤسسات التجارية والخدمية، المتوسطة تحديدا، لكن المتابع للإعلانات القضائية التي تنشرها الصحف يوميا، حول الحجز والبيع في المزاد العلني لأملاك وعقارات تعود لشركات ومؤسسات، يتلمس أن حجم المشكلة كبير.
قد تؤيد هذه الخلاصة الاستنتاجية لحجم المشكلة ملاحظة مشكلة أخرى يمكن استنطاقها واستشعارها أيضا عبر عشرات الإعلانات اليومية التي تنشرها الصحف، لعرض شقق سكنية للبيع بالمزاد العلني من قبل بنوك، بعد أن تعثر أصحابها في سداد أقساطها وفوائدها، وهي قضية تعكس أيضا حجم الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تعيشها شرائح مجتمعية واسعة في ظل النهج الاقتصادي الحكومي، الذي يعتمد زيادة الأعباء الضريبية وتحرير الأسعار، في ظل تراجع النمو وتآكل الاجور والرواتب.
في هذا السياق، لا يتوقع أن تكون مشكلة الحجوزات المصرفية على الشقق السكنية في الأردن العام الماضي قد تراجعت عن حجمها المسجل في العام 2015، حيث تم الحجز في 2015 على 5300 شقة سكنية من قبل البنوك، بارتفاع بلغت نسبته 15 % عن العام 2014، فيما لم تتوفر حتى اليوم إحصائية لمثل هذه الحجوزات في العام الأخير 2016، لكن متابعة الإعلانات القضائية بالبيع في المزاد العلني عبر الصحف يظهر أنها مشكلة في تقدم وتوسع، وليست في تراجع للأسف الشديد.