رسالة قبول من جامعة أجنبية لطالبة أردنية

"العزيزة آية،

لكم نحن فرحون بتوفير مكان لك في جامعة تورنتو. لقد ميزك سجلك من الإنجاز بين عدد متميز من المتقدمين للقبول في الجامعة. وقد تم اختيارك من بينهم للقبول في العام 2017 لدراسة علوم الحياة في كلية الفنون والعلوم في الجامعة، فتهانينا لك بذلك.
ويسرنا إبلاغك بقبولك في عضوية الكلية التي هي جزء من جامعة تورنتو، حيث يوجد مدى واسع من الخدمات التي تقدمها جنباً إلى جنب مجتمع يرحب بك في حرم الجامعة، كواحدة من طلبتها الفائقي التميز.
لقد انطبق الوصف عليك كعالمة (Scholar) في جامعة تورنتو، وتستحقين في هذه الحالة جائزة مقدارها سبعة آلاف وخمسمائة دولار كجزء من قبولك في كلية الفنون والعلوم. وسوف تجدين المزيد من المعلومات عن شروط وظروف جوائزنا وأجوبة –أيضاً- عن أسئلتك بشأنها وغيرها من برامج الجائزة.
نحن في جامعة تورنتو ملتزمون بمساعدتك لتبلغي أقصى طاقاتك، لأننا نؤمن أنك ستشكلين إضافة ممتازة لمجتمع من العلماء المشتركين في حب التعلم، وحب الاستطلاع العميق لشؤون العالم، والالتزام بصنع فرق. وسوف تكون لديك فرصة للتعلم من الأساتذة القادة في تخصصاتهم، والاستفادة من موارد مؤسسة عالمية رئيسة. وسوف تتكون لديك صداقات تشترك معك في الاهتمامات والطموحات. وستقيمين هنا في حرم تاريخي في قلب تورنتو. نرحب بك للقيام بمغامرة ثقافية مثيرة.
إن لديك الكثير مما تفكرين به في اتخاذ هذا القرار المهم المتعلق بمستقبلك، ونحن موجودون لمساعدتك، بالإضافة إلى توفير معلومات مهمة مصممة لك خاصة باختيارك جامعة تورنتو، فانضمي إلى موقع الجامعة الإلكتروني للاتصال بزملاء المستقبل وأعضاء هذا المجتمع المثير".
وقد أرفقت الجامعة مع الرسالة الشروط والظروف الخاصة بالقبول، ومعلومات إضافية تبين أن الصفوف قليلة العدد لتمكين الطلبة من التواصل مع بعضهم بعضا، ومع المرشدين والأساتذة، ولاكتشاف مدى واسع من القضايا الملحّة (المحلية والإقليمية والعالمية).
بمثل هذا التواصل الدافئ والحميم المسبق الخاص بين الطالب/ة والجامعة، تمتلئ النفس بالأهمية والارتياح، وربما العظمة؛ فيحتفظ الطالب/ة بالرسالة طيلة حياته، ويعد نفسه متشوقاً ومستعجلاً ليوم الوصول والتسجيل وبدء الدراسة والحياة الجامعية. بها ينتمي للجامعة، ويرتفع إلى مستوى توقعاتها، ويحافظ بعد التخرج على سمعتها بعلمه وأدائه وأخلاقه ويدعمها إن استطاع. لقد حملت الرسالة تواقيع ثلاثة مسؤولين، على رأسهم رئيس الجامعة وأستاذان أحدهما ديفيد كمرون.
أما في بلاد العرب أوطاني، فيعامل الطلبة؛ الفتيان والفتيات طالبو الالتحاق بالجامعات معاملة القطيع؛ بتعبئة نموذج وإرساله إلكترونياً ثم صدور القبول بمثله، وبغير التخصص الأول الذي يرغب فيه في كثير من الأحيان.
لا تتواصل الجامعة العربية مسبقاً برسالة من هذا النوع مع طلبتها لأنها لا تعرفهم، فهي لا تستقبلهم، وإنما تعرض نماذجهم على يد لجنة القبول الموحد، التي تفرض التخصص عليهم، فلا يعرفون عن الجامعة مسبقاً شيئا سوى أنها مختلطة وساحة للمشاجرات، وأن الطلبة المقبولين ينقسمون إلى قسمين: قسم منتصر أو فائز بالمعركة من دون قتال او اجتهاد بالكوتات والقوائم والاستثناءات، وقسم حاقد مهزوم محروم فيها بالاجتهاد.
***
اللورد برودهام (1778–1868): "التعليم الجيد يجعل الناس سهلي القيادة، صعبي السواقة، سهلي الحكم، مستحيلي الاستعباد".