الإســـلامــوفـوبــيــا

الإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام ظاهرة تنتشر حاليا بشكل سريع بين الكثير من المجتمعات الغربية ، ويشيع البعض بان هذه الظاهرة بدأت بعيد أحداث الحادي عشر من سبتبمر 2001، ومع اننا نقر بان أحداث 2001 كانت شرارة أستعملتها الولايات المتحدة الامريكية بحرفية عالية لإنجاز مخططاتها التي رسمتها في العالمين العربي والإسلامي ، ألا أن ظاهرة الخوف من الإسلام ليست حديثة ، بل هي نبتة شيطانية قديمة ما إن تخبو حتى تجد من يوقد لها النار من جديد،الشىء الذي يجعلنا نقف لنفكر في إعادة صياغة هذه المفردة من الإسلاموفوبيا إلى معاداة الإسلام ، والتاريخ يقول لنا بصراحة إن أكبر معاد للدين الإسلامي هم اليهود واصحاب الفكر الصهيوني، وقد نشط زعماؤه كثيرا لتشويه صورة وسمعة الإسلام ومحاولة تدميره لا سمح الله ..(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(اية 8 من سورةالصف).

يقول لويس التاسع ملك فرنسا قائد أخر حملة صليبية ( لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب، وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة )...ويقول جلادستون رئيس وزراء بريطاني سابق (مادام هذا القرآن موجود في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق) ، ويقول ريتشارد نيكسون رئيس الولايات المتحدة الجمهوري، في مقال نشرته (مجلة الشؤون الخارجية) عام 1985م..(يجب على روسيا وأمريكا أن تعقدا تحالفاً حاسما لضرب الصحوة لإسلامية). كشفت دراسة امريكية أن أكثر من (40) مليون دولار أمريكي خصصت لتشويه الإسلام ذهبت لمنظمات عنصرية من سبع مؤسسات خلال (10) أعوام ، ويبين ان أوسع مجال تم استغلاله لهذه الغاية كان الإعلام، فقد تم توظيف العديد من الأفلام السينمائية منذ بداية السينما لتشويه صورة العربي والمسلم ،لإظهار فكرة التخويف من العربي بداية ، لتنتهي بالإسلاموفوبيا كما خططوا لها ، فكانت البدايات مع فيلم ليالي عربية عام 1918، لتبدأ سلسلة من الافلام وأحيانا يكتفى بلقطات تدس فيها تظهر العربي والمسلم بصورة وحشية مقززة ، ثم المسلسلات التلفزيونية، واستغلوا الافلام الكرتونية ايضا لهذا الغرض ، ولا ننسى استغلال الصحافة العالمية وبعض اصحاب القلم والفكر الذين كان لهم الدور البارز لتثبيت فكرة الإسلاموفوبيا يساندهم بعض رجالات السياسة،الذين استغلوا جميع المناسبات والظروف للحديث ضد التطرف الإسلامي الذي ابتدعوه هم ، وتستمر الحالة لتستغل منصات التواصل الإجتماعي والإنترنت الذي برعوا فيه ، ونحن في العالمين العربي والإسلامي بقينا نتفرج ونراقب ، يخشى البعض منا أي ذكر للموضوع أو محاولة لتوضيحه أمام الجمهور الغربي المستعد لسماع أي شىء مع او ضد الاسلام،بل والمتعطش احيانا ليجد من يدافع عن المسلمين والإسلام فلجأوا للكتب ليقرأوا منها ونحن لا نعرف مصدر هذه الكتب.
أما في المجال السياسي فقد كان النشاط قليلا ، يتصدره بقوة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في نشاط مستمر، وأحيانا كثيرة منفردا ، فلا يكاد جلالته يلقي أي خطاب أمام أي تجمع غربي الا ويذكر موضوع الإسلاموفوبيا يوضح الإشكاليات ويبين الحقائق ويبرز سماحة الدين الإسلامي والافتراءات التي تقال ضده ، وكان أخرها منذ أيام ، جاء ذلك خلال لقاء جلالته في العاصمة البريطانية لندن مع رؤساء وأعضاء لجان بمجلسي العموم واللوردات في البرلمان البريطاني حيث حذر جلالته من ظاهرة الخوف من الإسلام، و من عزل المجتمعات الإسلامية في الغرب، حتى لا يستخدمها المتطرفون كوسيلة لتغذية أجندتهم الإرهابية. وفي المقابل نجد نشاطات الجهات الاخرى محدودة، ومنها أهل الثقافة والفكر وأهل السياسة والاحزاب والدبلوماسية ورجالات الدين ..نحن نحتاج لبلورة فكر جديدة نطيح فيه بمنظومة الإسلاموفوبيا ونستبدلها بحركات العداء للعرب والمسلمين علينا أن نعمل بجد وبسرعة ونستغل جميع المناسبات العربية والاقليمية والدولية لهذا الغرض..... وعليكم السلام