الآن فهمناكم

معاملة الحكومة لنا تُشبه إلى حدٍ كبير معاملة الدكتور رأفت ( فؤاد المهندس ) مع طالبه سامح ( أحمد راتب ) في مسرحة سُك على بناتك عندما يُخيره بين الشاي والقهوة فيختار سامح القهوه فيقوم بالطلب من إبنته إحضار الشاي أو عندما يخيره بالجلوس على الكنباية أو الكرسي فيختار سامح الكنباية ليجلس عليها فيأمره الدكتور رأفت بالجلوس على الكرسي المهم هو مخالفته والمسير ضد رغباته وأهوائه وهكذا تفعل الحكومة مع الشعب .

لم تستطع الحكومة للآن مع جهابذة السياسة التي تحويهم من كسب وِد المواطن ولو لمرةٍ واحدة بقرار صائب من قراراتها فيعيد ثقته بها لا بل على العكس تماماً فهي تفتعل معه الأزمات والمشكلات لتبقى على خلاف دائم معه فتستفزه بالمسير ضد ما يريد وكأنها توجه له رسالة بأننا غير معنيين بآرائك وغير مهتمين بها وأن دورك لا يتعدى أكثر من كائن حي للتجارب فقط ولا يحق لك الإعتراض أو الإنتقاد على تعيين مسؤول وتجريبه عليك وأن هذا الأمر لا يعنيك سواء في حال إخفاقه أو فشله أو نجاحه ولا يمكن أن يؤثر عليك وعلى معيشتك .

المُجرب لا يمكن ولا يجب أن يُجرب مرةً اخرى , قاعدة معمول بها في الغرب وفي كل الدول التي تحترم شعوبها بمعنى أن مسؤول فشل في إدارة مؤسسةٍ حكومية أو وزارة أو منصب عام وتحوم حوله شُبهات كثيرة لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تُكافئه الحكومة بمنصب آخر بل على العكس يجب محاكمته وتعريته وإدانته وإعادة ما تسبب به من خسائر لا إعادة تعينه في منصب أرفع لِينطوي تحت هذا القرار مخاطرة كبيرة قد تؤدي إلى تشوه سمعة المؤسسة التي سيديرها وضياعها فيزيد ذلك من دمارها وترهلها وولادة مشكلات جديدة في بلدنا نحن بغنى عنها في هذا الوقت بالذات .

الآن فهمنا كيف تفكرون ولو كان متأخراً ولكن هو في مصلحة المواطن والوطن لتغيير النهج والأسلوب في الإعتراض والإنتقاد والتفكير لتنفيذ خياراتنا فيجب علينا الآن ومن خلال القنوات الممنوحة لنا ووسائل التواصل الإجتماعي المختلفة بأن ننتهج أسلوباً جديداً بأن نُشبع المسؤول الشريف ذماً وإتهاماً ليبقى والمسؤول الفاسد إطراءً وتمجيداً حتى يُعفى من منصبه ويُحاسب .

إيميل : firas.talafha@yahoo.com