نلاحظ مؤخرا ارتفاع وازدياد نسبة المطالبات بتشكيل حكومة انقاذ وطني لتكون بديلا عن الحكومة الحالية ، وخاصة بعد قرارات الرفع الأخيرة التي طالت عددا كبيرا من السلع والمواد ، مما دفع الشارع الاردني للخروج في مسيرات احتجاجية مطلبها الاساسي هو رحيل حكومة الملقي و العمل على تشكيل حكومة انقاذ وطني لعل وعسى أن تكون هي الحل للخروج من الصعوبات المالية التي يمر بها الاقتصاد الوطني بعيدا عن جيب المواطن .
عندما نتحدث عن حكومة انقاذ وطني فهذا يعني أننا بحاجة لحكومة فاعلة ومحنكة قادرة على انقاذ البلاد واخراجها من الاخطار المحاطة بها على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، بما في ذلك امكانية توظيف وحشد كافة القوى الوطنية ، وتصبح الحاجة ملحة لهذا النوع من الحكومات عندما تفشل الحكومة في تفسير وتبرير قراراتها وسياساتها المتبعة وإعطاء اسباب مقنعة لتلك الاجراءات والقرارات ، وكذلك عندما يخفق البرلمان الذي هو صوت الشعب في كبح جماح الحكومة وايقافها عن التغول في إصدار القرارات .
إن السؤال الذي يفرض نفسه هل يمكن تشكيل حكومة انقاذ وطني حاليا ؟ .. برأيي الشخصي إن تشكيل حكومة انقاذ وطني في الوقت الراهن محاط بصعوبات وموانع أهمها عدم توفر اجماع واتفاق على ذلك من قبل الاطراف و الكتل والقوى السياسية الوطنية ، حيث ان الانقسامات ستشكل عثرات كبيرة في وجه تحقيق هذه الحكومة ، كما أن حكومات الانقاذ الوطني حسب ما يؤكد مختصون في العلوم السياسية بأنها تأتي بعد ظروف سياسية واقتصادية متأزمة جدا وفي غاية التعقيد والخطورة كالمظاهرات والثورات والكوارث الاقتصادية الكبرى .