معادلة الجمع بين الفقر والقهر

رئيس الوزراء يقول إن الدينار قوي وهذا أمر صحيح لأنه محافظ على سعره مقابل الدولار الأمريكي ويصعد ويهبط معه لارتباطه به عضويا وبقرار نافذ، لكنه في نفس الوقت دينار مسكين وضعيف الحال وقليل الوفرة في أكثرية جيوب المواطنين، إذ يغيب عنها معظم أيام الشهر، وهو فقير الحال أيضا كونه ما عاد يكفي ثمنا لعلبة سجاير من النوع الرديء أو مجرد كيلوغرام من أي نوع خضروات وقبل أيام وصل سعر الفجل الى أكثر من دينارين، والدينار حزين أيضا ولا بواكي له لأنه ما عاد يكفي مصروفا لتلميذ في الصف الأول.
أما قول الرئيس إن الدينار مستمر الى جانب انه قوي فإنه صحيح أيضا، فإلى أين سيذهب غير الخزينة كضرائب، ثم من قال له إنه سيتحول الى جنيه أو ريال مثلا. وفي قوله إن الخزينة مليئة بالعملات الأجنبية فلا بد وانه قول صحيح أيضا، غير أن الأمر لا يغني ولا يسمن، فلطالما كان بها أكثر حد كميات كبيرة من الذهب الذي ذهب الى غير رجعة، ثم ما الذي سيعكسه الأمر إيجابا على المواطن وهو يعاني الأمرين والويلات ولهيب لا ينتهي من الجور وفقدان الحقيقة وفيما إذا يتعرض للنهب الحكومي أم لا.
ثم ماذا عما يثار في الشارع يوميا حول مليارات الوفر من بيع النفط وتنفيه الحكومة وعن أسعار الكهرباء وتنفيه شركتها وعن جشع التجار ونفيهم رفع أسعار سلع غير مشمولة وعن قصة تحويله سيل الزرقاء الذي يقول عنها الوزير أنها قيد الحل وطابور السيارات عليه متشابك من اربد إليها وبالعكس أيضا من عمان. وماذا أيضا عن حوادث الانتحار وكم عددها منذ بداية العام، ولم لا يمر يوم دون أن تطالعنا الأخبار بحوادث السير والوفيات بسببها، ثم ماذا عن الطريق الصحراوي وكلفته، أو عن سعر دخول البترا للعرب بخمسين دينارا وقد رفضت عائلة لبنانية أمس الدخول بهذا السعر الذي لا يقابله أي خدمات وأقفلت راجعة الى عمان.
الرئيس يطمئن الشعب ووزير إعلامه يؤكد سلامة الأمور الأمنية، ووزير أشغاله سيفتح الطرق المغلقة ووزير التربية يؤكد أن أبراج الاتصالات فوق المدارس من اجل مصلحة التلاميذ، وكل وزير في الحكومة مطمئن على سير العمل، ترى لم الناس لا تصدق الحكومة ولا تثق بالنواب أيضا.