عمر شاهين يكتب أما آن لسمير الحياري أن يصبح رئيسا لتحرير الرأي ؟
الإعلام الأردني ليس في أزمة كما تروج الحكومة وبعض من يدعون أنهم خبراء استراتجيات، لان طرق نشر أي خبر عبر الصورة أو النص أو التصوير المتحرك أصبحت أداة بسيطة بيد أي مواطن يملك هاتف نقال حديث ويتقن مبادئ الانترنت، والإعلام السطحي هو أبسط مهن العالم لذا نجد معظم ممارسيه من غير دارسيه.
وفي الأردن لدينا صحافيين مميزين و خبراء في الإعلام أتقنوا جميع فنون الإعلام ومارسوه داخليا وخارجيا، ولكن يد الحكومة في حجب من تشاء هو ما يعيق تطوير الصحف اليومية ، وهنا نود الحديث عن الموجود الواضح الظاهر للعيان والثابت بقدرته .
صحيفة الرأي التي كانت الأكثر سجالا في العام الأخير بعد أن ضربتها اعتصامات الموظفين الرافضين للضغوط الإدارية والتحريرية، بعد أن كانت الغد في العام الماضي، لا تعاني من أي ضعف صحافي ، فلديها كتاب وصحافيين ومندوبين ومحللين أكفاء جدا، وجلهم يقود مواقع الكترونية فعالية ، أو مندوبين لصحف عربية عريقة ولكن نقطة الضعف في محاربة هذه الكفاءات .وهذا أيضا في الإعلام الرسمي ككل.
دعوني ادخل مباشرة في شخص مثل سمير الحياري يعمل في الرأي وهو يحمل شهادة في الصحافية أي ليس بدخيل، والرجل يملك علاقات واطلاع واسع جدا، ومع كل الذي قدمه من هدوء وإتقان لمهنته ظل محصورا في مكتب شخصي أكثر من أن يكون مكتب لصحافي منتج، حوصر سمير الحياري منذ سنوات كثيرة وشكل كابوسا لمعظم رؤساء التحرير الذين عاصرهم لأنهم كانوا يتعاملون على أن سمير الحياري هو رئيس التحرير البديل.وما زالت الرأي تنتظر ان يقودها هذا الإعلامي المخضرم الذي تمكن من الارتقاء في الإعلام الالكتروني عبر عمون.
انا هنا لا ادافع عن سمير الحياري من أي علاقة شخصية فالرجل أحسن لي وسرعان ما قطع هذا الإحسان ولكني أقيم كفاءته، فهو أدخلني ملحق الشباب وسرعان ما عزلني، وإعطاني فبرصة ذهبية في بداية عمون، وشاء الظروف أن لا أظل كاتبا من كتابها، ولكن اشهد انه قدم لي في تلك الفترات البسيطة الشيء الكثير حتى لو قدم لغيري أضعاف ما نلته منه، ولكني اشهد انه رجل عميق يملك الكثير من السياسية والإعلام يحيط بكل صغيرة وكبيرة في الوطن وظل صابرا حتى أصابه الإحباط في الفترة الأخيرة وصار يلجا إلى الصمت بدل الكلام حتى لأقرب الندماء.
شخصيا لم أنادي سمير الحياري يوما باللقب المفضل له :" الباشا " لأني أجد إن أي إعلامي بحجمه أفضل من باشا ، فهيكل مثلا فاق كل جنرالات العرب، فأي باشا مرهون في منصبه ولكن الإعلامي مرهون بقلمه غير المناط بتقاعد ، وحتى اخرج من الإنشاء أود تحديد هدفي.
أي إعلامي أو صحافي نود اختياره كقائد لصحيفة عليه أن يتقن أربعة ارتكازات أولها فنون الصحافة وهذا سهلة وممكن التميز بها في دورة لمدة ثلاثة أشهر، واليوم في عصر الخبر المختصر والفوري لايحتاج لتلك القدرات، الفائقة بالصياغة. ومن ثم الخبرة الثقافية والسياسية التي تساعد على فكرة التقاط اللقطة أو دمجها بتحليل يفوق قدرة ا"لجوجل "والثالثة العلاقات الإعلامية التي تساعده على الوصول للخبر وإسراره وقنص خفايا لم يتم نشرها بعد، والرابعة المعرفة الواسعة بالمتغيرات الإعلامية والسياسية حسب وجهة النظر الأمنية التي تتقلب وتتغير كثيرا في دولنا العربية، وهذه يتصف بها سمير الحياري تماما.
لا أريد الخوص نهائيا عن رئيس تحرير الرأي الحالي، فالظرف الماضي كان له متطلباته، ولكن الانفتاح السياسي المحلي والعربي يوجب تعزيز وسائل الإعلام المحلية بقدرات متفوقة لا يظل في الهامس ونريد الرأي أن تتميز في أخبار الأحياء لا أن تظل مصدر لإخبار الوفيات والوظائف، وهذا يحتاج أولا لرئيس ومدراء تحرير متميزون ولديهم تجربة واسعة في الإعلام الالكتروني لان عصر الورق يتراجع.
تاريخ سمير الحياري وهو أبونا الروحي في العالم الالكتروني يفرض أن يأخذ حقه وكيفية تحجيم دوره في ظل سؤال محير فنحن نعرف علاقته المتميزة مع صناع القرار ومع ذلك لم يفد نفسه، ويكفي انه صنع من جهازي لاب توب على طاولة في مقهى لتصبح وسيلة إعلام الكترونية من الأوائل في الأردن ، وهذا يدل على أن لهذا الإعلامي قدرات فائقة جدا.ولطالما قلتها لو لم يكن سمير الحياري مالك عمون لما وصلت لما هي عليه الان.
اختلفت بعد ان غادرت عمون كثيرا مع سياسيتها التحريرية ولكنها بحق تمكنت من تغير سياسيات في الأردن وغيرت مناهج وحطمت أسطورة الليبراليين في الأردن، وشكلت إبداعات إعلامية الكترونية كبيرة جدا ليس هذا مكان للحديث عنها ومنها تضمين الفيدو والصور المباشرة من نفس الحدث ، وقوتها وانتشارها معروف لا يجتاح االى شهادتي ولا يهمني الحديث عنها بقدر أننا نريد من يملك قدراته وخبرته لقيادة الرأي في وقت لم يعد يحتاج التأخير.
ملاحظة أنا أتحدث عن الرأي ومصلحتها وكثير من المواقع الالكترونية نجحت مثل عمون ومنها سرايا وخبرني وأخبار البلد وجراسا ولكني أتحدث عن توجبه خبرة الحياري لقيادة الرأي ولا أود هنا إجراء مصالحة مع عمون فانا سعيد جدا باني اكتب مقالاتي حصريا في أخبار البلد والرصيف نت ومدونتي.
Omar_shaheen78@yahoo.com