أمراض الأطباء.. من يعالجها ؟!!

تسعى المجتمعات الى معالجة أمراضها السارية والمعدية بوسائط علاجية متعددة، منها القانوني ومنها التقويمي، ولعل امراض البغضاء والدسائس اكثر الامراض انتشارا بين ظهرانينا حيث لا يخلو قطاع من القطاعات المجتمعية من سريان هذه الامراض، لكن ان يصل المرض ويستشري بين المؤهلين لعلاج الامراض او ان يصاب بالمرض الاشخاص المعنيون بالعلاج، فهذا مؤشر ذو دلالة خطرة.

بالامس نشرت "الدستور” ما يقارب هذه الحالة ويلامسها على لسان طبيب حائز على جائزة دولية كأفضل ممارسة طبية في العام 2016، وقامت اذاعة محلية بمتابعة القضية التي نشرتها "الدستور” على الهواء مباشرة، واستضافت المحطة الاذاعية الطبيب الفائز بالجائزة واستضافت رئيس الجمعية الطبية التي ينتمي اليها الطبيب، التي تنوي الجمعية فصله من عضويتها لارتكابه مخالفة وقعت في العام 2015 وتحديدا في شهر آب من ذلك العام والمخالفة عبارة عن "بوست على صفحة الطبيب الشخصية على الفيسبوك”، قال الطبيب انه ازاله بعد ست ساعات فقط وان الخطأ عبارة عن ترجمة خاطئة لادراج طبي.

الحديث على الاذاعة كان مليئا بالمفاجآت وكاشف لقضية عميقة يجب ان تتوقف امامها نقابة الاطباء التي نحترم، بسرعة ودون مهادنة للصوت الانتخابي، فقد أقر رئيس الجمعية بمخاطبة اتحاد نقابات الاتحاد الاوروبي وارسال قرار فصل الطبيب من الجمعية الاردنية، علما بأن هذا الاتحاد ليس صاحب صفة او صاحب علاقة بالقرار الذي يحتاج الى مصادقة من الهيئة العامة للجمعية الطبية وثانيا ما شأن اتحاد النقابات الاوروبي بقرار داخلي، ولكن الحوار يكشف الامر، فهذا الاتحاد الاوروبي هو الذي منح الطبيب الاردني الجائزة الدولية عن افضل ممارسة طبية.

تقرير "الدستور” والحوار الاذاعي المبني عليه يكشف ان الخلل انتقل من الطبقات البسيطة والنكايات ذات الاثر المحدود بين الزملاء والسلفات والجارات الى مستوى النخبة والى التأثير على السمعة الطبية للاردن الذي يحتضن هذه الايام مؤتمر السياحة العلاجية الدولي تحت الرعاية الملكية وبحضور رسمي رفيع استجاب بسرعة الى مطالب المتحدثين في اليوم الاول للمؤتمر بفتح المجال للاشقاء السودانيين لدخول المملكة بتأشيرة من المطار او معبر الدخول، فالجميع يدرك الدور الهام الذي تقوم به السياحة العلاجية لرفد الخزينة ورفع اسم الاردن عاليا في هذا المجال الذي حقق فيه القطاع الطبي الرسمي والخاص مراتب متقدمة على مستوى العالم حيث نحتل المرتبة السادسة عالمياً والاولى على مستوى الوطن العربي والاقليمي الاوسطي.

كثير من اغانينا وهي تعبير عن مخزون جمعي تنادي الاطباء بمعالجة الامراض العاطفية والامراض الاجتماعية، لكن ان يصبح الطبيب هو المريض فمن سيعالجه ولمن سنشكو اوجاعنا؟

نقيب الاطباء والنقابة وباقي مؤسسات القطاع الطبي معنية بتدارك الامر بعد ان ظهرت على الساحة الطبية مسلكيات مرفوضة من المنافسة المريبة وانتشار ظاهرة الشكاوى الكيدية داخل القطاع الصحي الذي ندافع وسندافع عن انجازاته وابتكاراته الايجابية وعلى الفاعلين في القطاع ضرورة تصويب الاختلالات ومعالجة التشوهات داخلهم.