الاردن يشتري مياها من اسرائيل بقيمة 28 قرشا للمتر
منصور المعلا -تتفاوض وزارة المياه والري مع الحكومة الاسرائيلية من اجل شراء مياه من بحيرة طبريا خلال فصل الصيف الحالي حسب مصدر مسؤول في وزارة المياه.
شراء المياه من الجانب الاسرائيلي يأتي لمعالجة النقص الحاصل في كميات المياه في المناطق الشمالية حيث من المتوقع ان تتجاوز المياه المنوي ضخها للاردن من خلال آلية الشراء عشرة ملايين م3 حسب المصدر ذاته.
وكشف المصدر أن وزارة المياه اشترت في العام الماضي 2 مليون م3 بشكل سري من الجانب الاسرائيلي من اجل تجاوز ازمة المياه نتيجة لتأخر فصل الصيف.
وبحسب مصادر متطابقة في وزارة المياه فان ثمن المتر المكعب الذي عرضه الجانب الاسرائيلي بلغ 28 قرشا مضاف اليه قرشين بدل اثمان الكهرباء التي تستهلك لعملية الضخ.
وقال خبير مائي فضل عدم ذكر اسمه أن عملية معالجة المياه في محطة زي تكلف الحكومة 18 قرشا اضافة الى 25 قرشا تكلفة عملية الضخ والتشغيل مما يعني أن ثمن المتر المكعب من المياه يقترب من حاجز الدينار.
من جهته قال الخبير المائي الدكتور دريد محاسنة أن الاردن اتفق في العام 1998 على تخزين المياه الفائضة من نهر اليرموك في بحيرة طبريا على ان يتم اسالتها الى الجانب الاردني صيفا.وقال أن انحسار التدفق في اليرموك ادى الى استدانة الجانب الاردني من اسرائيل تلك المياه معتبرا أن عملية شراء المياه تأتي لحاجة الاردن لها وباعتبار أن بحيرة طبريا هي اقرب المصادر المائية.
اللافت في الاجراء الاردني غير المسبوق -حسب ذات الخبير- يأتي في ظل خلاف اردني اسرائيلي على مياه نهر الاردن وتحويل روافده مما ادى الى انحسار التدفق فيه, اضافة الى أن الحكومات السابقة كانت تعمد الى التفاهم مع الجانب الاسرائيلي على اعتبار المياه الاضافية المضخوخة جزءا من الدين المائي حيث وصل مجموع الدين الى 25 مليون م3.
وكان الاردن خزن في بحيرة طبريا خلال الموسم المطري الماضي 3 ملايين م3 اضافة الى 25 مليونا متوقع اسالتها خلال فصل الصيف الحالي.
مفاوضات الجانبين تأتي في ظل عدم اتفاقهما على كميات المياه الاضافية المسالة من الجانب الاسرائيلي خلال فصل الصيف بعد تأجيل الاسرائيليين اجتماعا كان مقررا منتصف الشهر الماضي لدواع فنية.
شراء المياه يأتي بعد انتهاء الموسم المطري والذي يعد الاسوأ خلال العقد الاخير حيث تراجعت كميات المياه المخزنة في سدود وادي الاردن 44 مليون م3 عن العام الماضي.
وتسهم المياه المسالة من بحيرة طبريا إلى قناة الملك عبد الله ثم محطة زي في توفر 40% من حصة العاصمة من مياه الشرب.
وحسب اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية الموقعة عام 1994 تخزن إسرائيل للأردن ما مقداره 50 مليون م3من المياه خلال فصل الشتاء سنويا وتتم إسالة هذه المياه الى الأردن في فصل الصيف, إلا ان إسرائيل تزود الأردن فعليا بنحو 40 مليون م3 من المياه نتيجة انخفاض منسوب مياه بحيرة طبريا.
ويستخدم الأردن كميات المياه التي تزوده بها إسرائيل لحل مشكلة المياه التي تتفاقم في فصل الصيف من كل عام.
وتعاني المملكة من نقص حاد في المياه وتصنف على انها رابع أفقر دولة في المياه عالميا. ويعتمد الأردن على مياه الأمطار بشكل رئيسي لسد حاجات الشرب والري.