ثلاث نزيلات في "الجويدة" يقررن البقاء في السجن رغم انتهاء محكوميتهن

تنتظر نزيلات مركز إصلاح وتأهيل الجويدة للنساء بفارغ الصبر صدور العفو العام، بصفته بوابة الخلاص لكثير منهن، وفقا لمديرة المركز العقيد هناء الافغاني.

 

وبحسب "بترا" اشارت العقيد الافغاني خلال زيارة نظمها المجلس الوطني لشؤون الأسرة لعدد من ممثلي وسائل الاعلام واعضاء الفريق الاعلامي للحماية من العنف الاسري الى ان قرار العفو العام هو مصالحة وطنية ويبهج الناس خصوصا النزيلات في مراكز الاصلاح والتأهيل اللواتي يكون خلاصهن الوحيد في هذا العفو.

 

وقالت انه رغم ان النزيلات بالعادة حريصات على متابعة المسلسلات الاجتماعية وخاصة التركية الا انهن الان لا يتابعن الا برامج التلفزيون الاردني بانتظار خبر صدور العفو.

 

ورغم ان 38 من النزيلات قضاياهن القتل و7 محكومات بالاعدام الا ان العقيد الافغاني رفضت تسميتهن بالقاتلات وقالت "لا أحبذ ان تسميتهن بالقاتلات ولكن هن ضحايا ظروف حياتية واسرية صعبة جدا دفعتهن وأوصلتهن الى هنا". واضافت ان ادارة مراكز الاصلاح والتأهيل تطبق حاليا معايير جديدة في تصنيف النزلاء وهي معايير التوأمة النمساوية والقاضية بتصنيف النزلاء بناء على شدة خطورة النزيل وليس بناء على جرمه.

 

واكدت ان المركز يقدم افضل خدماته للنزيلات والتي تتوافق مع القانون والمعايير الدولية ذات العلاقة والقائمة على احترام كرامتهن واصلاحهن وتأهيلهن بموجب برامج اجتماعية نفسية وتأهيلية متنوعة اضافة الى الرعاية الصحية الدائمة والتثقيف الديني والمعرفي، مشيرة الى ان قاعة الكمييوتر سيتم ربطها خلال الأشهر القادمة بالشبكة العنكبوتية لتكون في متناول النزيلات.

 

ولفتت الى ان في المركز نحو 450 نزيلة منهن 25 نزيلة قضايا مخدرات و21 نزيلة قضايا عرض و4 قضايا شيكات و61 قضايا احتيال وسرقة و130 نزيلة موقوفات اداريا ثلثهن من غير الاردنيات.

 

وتقول العقيد الافغاني ان لدينا ثلاث نزيلات فضلن البقاء في المركز رغم انتهاء فترة محكوميتهن ومنهن الطاهية في المركز والتي كانت احدى النزيلات سابقا ونزيلة اخرى لم تستطع التعايش خارج المركز وعادت مرة اخرى بعد ان هددت بحرق مركز الايتام الذي كانت تقيم به عندما كانت طفلة، مشيرة الى ان المركز متعاطف جدا مع هذه النزيلة والتي لم تستطع الاندماج بالمجتمع، مشيرة الى ان المركز علمها الرسم وانتهت مؤخرا من رسم جدارية على مدخل المهاجع وزينتها برسومات جميلة ومبهجة.

 

وشددت العقيد الافغاني على مسألة الظروف الاسرية والحياتية الصعبة التي اوصلت بعض الفتيات الى المركز قدمت ثلاث منهن مختصرا لقصصهن أمام الاعلامين.

 

وقالت إحداهن الموقوفة منذ عشرة ايام بسبب انها قتلت زوجة والدها رميا بالرصاص ثأرا لوالدتها وبسبب سوء معاملتها لشقيقاتها اللواتي يصغرنها بالسن مستذكرة حادثة قتل اختها رميا بالرصاص قبل سنة بسبب وشايات من زوجة والدتها.

 

وتقول نزيلة اخرى وعلامات الارتباك والقلق على محياها انها دخلت المركز على خلفية قتلها حماتها وطفلتها.. لكنها لم تكمل قصتها وخرجت مسرعة من القاعة.

 

اما الموقوفة الثالثة فتقول انها هنا على خلفية هروبها من بيت الزوجية وتعميم زوجها عليها، مشيرة الى ان والدها زوجها من رجل لا تريده يكبرها بـ 40 سنة وعليه فضلت الهرب من البيت.

 

وتزيد الافغاني ان المركز وبالتشارك مع عدد من منظمات المجتمع المدني ومنها (ميزان) ينفذ برنامج المصالحة والتوفيق العائلي للموقوفات اداريا في المركز بداعي الحفاظ على حياتهن.

 

ورافقت العقيد الافغاني الاعلاميين في جولة داخل المركز ومنها المشاغل الحرفية ومهاجع النزيلات وقاعة الكمبيوتر وقاعة محو الأمية وقاعة الرياضة.

 

كما جال الاعلاميون في رواق الحضانة المخصص لأطفال النزيلات الأقل من 3 سنوات تطبيقا للمادة (15) من قانون مراكز الإصلاح والتأهيل والتي تنص على انه يحق للنزيلة الاحتفاظ بطفلها دون سن ثلاث سنوات للعناية به ورعايته، وكان هناك طفل واحد لإحداهن.