قرية مستقلة

جمال الشواهين
حل الدولتين لم يعد مطروحا ولا هو مجال بحث والأمر حسمه نتنياهو وقد باتت الضفة الغربية عبارة عن مستوطنات وضمن القانون الإسرائيلي في حين تحولت مدن الضفة الى أشلاء مبعثرة ومعزولة وشبه محاصرة بما يكفي لمنع قيام دولة فيها متصلة جغرافيا.
 أما الرئيس الأمريكي ترامب فقد قالها بصراحة لا تقبل اللبس إنه هناك حلول أخرى غير حل الدولتين ويمكن البحث فيها، وفي المجمل فإن كل الإسرائيليين لا يريدون وجود فلسطينيين بينهم وعبر عن ذلك وزير الدفاع ليبرمان مرارا وتكرارا حد استعداده لطرد فلسطينيي عام 48، فعن أي دولة تبحث سلطة رام الله والحال على ما وصل إليه لا يمكنها من إقامة قرية مستقلة.
 القمة العربية المقبلة في عمان ستبحث الموضوع الفلسطيني بشكل اكبر وسيكون حوله قرارات حسب ما صدر عن رسميين أردنيين، وقد يكون الأمر صحيحا غير أن السؤال يبقى نفسه دائما حول الاستعداد الإسرائيلي للتعامل معها، وطالما ترفض حكومة العدو الالتزام بالقرارات الدولية وتعاقب دول صوتت ضدها في مجلس الأمن فكيف هي نظرتها لأي موقف عربي حول القضية الفلسطينية حتى وان صدر بالإجماع.
 بطبيعة الحال لن تخصص القمة للموضوع الفلسطيني فقط، فعلى جدول أعمالها ما هو أهم للكثيرين، فالأزمة السورية وما يجري في اليمن والأوضاع في العراق والمشكلة الليبية ستكون مطروحة أيضا بقوة وستأخذ الحيز الأكبر من الأعمال، وبطبيعة الحال أيضا فإن السعودية ستفرض ما تراه مناسبا لها في الصياغات النهائية للقرارات ولن تجد ممانعة من الأكثرية، ولسوف تكون النتيجة النهائية للقمة كالتي سبقتها دون تأثير كما هو الحال دائما.
 الوحيد الذي يمكن أن يحدث فرقا في القمة هو محمود عباس إذا ما أعلن من على منصتها حل السلطة وكافة مؤسساتها ليتحمل الاحتلال المسؤولية حسب القانون الدولي وإعادة القضية لتكون قضية كل العرب كما كانت سابقا وان خيارات الشعب ستكون محددة بالانتفاضة.