الطراونة في طهران.. أي الرسائل يحمل

عمر عياصرة
سفيرنا في طهران «عبدالله أبو رمان» موجود في عمان منذ الاعتداء على القنصلية السعودية قبل شهور، وفي ذات السياق تشهد الحالة الإقليمية تصعيدا أميركيا تجاه إيران يتناغم مع آخر سعودي وربما تركي أيضا.
 ومع ذلك تسمح الدولة الأردنية لوفد نيابي رفيع المستوى يرأسه المهندس عاطف الطراونة رئيس مجلس النواب بالمشاركة في مؤتمر يتعلق بمناصرة الشعب الفلسطيني.
 السلوك لافت، ويحتاج الى تحليل معمق، فالأردن يريد من خلال هذا الوفد الذي اخذ الضوء الأخضر من أعلى المرجعيات أن تبعث برسائل غير مباشرة وربما هناك في جعبة الطراونة ما يقوله إن سمح له بالخروج عن الإطار الشكلي للزيارة.
 قطعا هناك رسائل، فالأردن مهتم بعد ما جرى في درعا من تصعيد غير مسيطر عليه من عمان بفتح المسارات واستكشاف النيات وإرسال البرقيات الضاغطة.
 الرياض ستهتم بطبيعة الوفد، وطهران بدورها ستقدر أن الأردن يغازل لأمر ما، وواشنطن وموسكو وتل أبيب، كما القاهرة كلها معنية بتقارب أردني أو تباعد مع طهران.
 كم هي الخطوة محسوبة بدقة لا اعرف، وكم هي ارتجالية ومراهقة لا اعرف أيضا، فالعنوان مؤتمر لنصرة الشعب الفلسطيني، فمنذ متى تؤمن عمان برواية إيران للقضية الفلسطينية.
 سؤال آخر هل في ذهاب وفد بهذا الحجم من القيمة السياسية الشعبية «رئيس مجلس النواب» فيه رد على مؤتمر مشابه سينعقد في تركيا وسيحج إليه إخوان الأردن بزخم ورواية.
 على كل الأحوال هناك ارتباك في تحركات السياسة الخارجية الأردنية، وهناك معطيات تشبه التحديات، ولعل هذا ما يجعلها بالمصطلح الشعبي «تلاخم».