السائح الذي فضحنا

انتشر قبل أيام مقطع فيديو على موقع يوتيوب (

) لسائح أمريكي يتحدث فيه عن انطباعاته عن المرافق السياحية في البلد.
يقول السائح إن دورات المياه في المناطق الأثرية سيئة جدا وكارثية.
وعبر السائح عن استيائه من وجود أفراد يأخذون إكراميات من السياح لاستخدامهم دورات المياه دون أن يقوموا بواجبهم، مؤكدا أن المراحيض غير صالحة للاستخدام الآدمي. وأسدى السائح نصيحة للسلطات المختصة بأنهم إذا أرادوا أن يتدفق السياح، عليهم أن يقوم بإصلاح دورات المياه.
لم أتوقف عند وصف السائح دورات المياه، فكلنا يعرف الحقيقة التي لا تغطى بغربال.
لكني توقفت عند مسألة أن السائح ألقى باللوم على القائمين على قطاع السياحة بالبلد، ووجه كلامه لهم صراحة: أصلحوا دورات المياه في بلادكم لتستقبلوا أفواج السياح.
تخيلوا لو أن أحدنا أو أحد المسؤولين هو الذي رأى تلك المناظر الكارثية في دورات المياه، لصب جام غضبه على المواطنين الذين يستخدمونها، ولنعتهم بأقذع الصفات، ثم مضى بحال سبيله.
السائح الأمريكي أصاب كبد الحقيقة حين خاطب السلطات المعنية، ولم يصرف وقته في هجاء الأردنيين أو السياح الذين يستخدمون دورات المياه.
إنه نمط من التفكير مختلف عما اعتدنا أو عُوّدنا عليه، مسؤولية إدامة الخدمات وصيانتها والحفاظ عليها تقع على المسؤولين لا على المواطنين فقط.
تجد المسؤولين عندنا يتفاخرون بافتتاح حديقة عامة، وتنتهي مسؤوليتهم بعد قص الشريط، ثم يغيبون سنوات ليجدوا الحديقة أصبحت خرابة، فيصبوا جام غضبهم على المواطنين الذين لا يستأهلون مثل هذه المشاريع!!