الملاذ الأخير


رئيس الحكومة يطلب من فريقه الاقتصادي عدم تحميل المواطن اعباء جديدة، وكأنه ابقى امرا لم يناله الرفع حتى طال امس الكنافة وهي بمكوناتها تدفع كل منها على حدة ضريبة مبيعات ثم عندما تصبح كنافة يدفع عليها ايضا ضريبة مبيعات وهذا حال كل السلع؛ بمعنى ان حجم الضريبة على اي سلعة مع مكوناتها قبل وبعد التصنيع تصل الى اكثر من 50% في بعض الاحيان. ثم انه يقدم نفسه امس حنونا بعدم زيادة الاعباء ونسي انه طال بموضوع الكنافة من افراح الناس، ويبدو انه يرتئي الاكتفاء بالقهوة السادة كما قال مرة ان السردين يكفي ايضا.
بطبيعة الحال لا ينبغي الملل من الكتابة عما يراه الناس ظلما حكوميا ، ولو ان في جيوبهم بقايا قليلة لسد اقل الحاجات لتحملوا ، لكن ماذا يفعلون وقد باتوا عراة تماما امام انفسهم من الفقر والعوز والعجز عن تلبية اقل الاحتياجات . وامس ايضا خرج الناس في الكرك الابية مطالبين علنا باسقاط الحكومة ، ولم يكن دافعهم سياسي ابدا وانما اوضاعا مالية يعجزون معها عن السير قدما في حياتهم ، فلا قدرات ابدا على توفير كلف التعليم والصحة والسكن والنقل لتضيف عليها الحكومة طعامهم الذي بات في اكثره وجبات من الخبز .
الاصل ان لا تكون الكرك وحدها في الميدان السلمي وانما كل المدن ايضا طالما شعار الاسقاط من اجل لقمة العيش والحياة الكريمة ، وإن مواقع التواصل من المستخدمين يصبون جام غضبهم على الحكومة فان ذلك لا يعد كافيا كونها لا تسمع ولا ترى ولا تملك حلا سوى ما اقترفته من اثام بحق الشعب .
وفي السياق فانه لا ينبغي التعويل على النواب فهم كما الحكومة والذين اسندوها بالقرارات المجحفة، وانما على صاحب القرار الحقيقي ، والملك وحده القادر على التغيير واعادة الامور الى نصابها ، ومن هنا تأتي اهمية توجيه النداءات للديوان الملكي ليكون صوت الشعب طالما الحكومة ليست بهذا القدر ابدا والاكيد ان الملك هو الملاذ ولن يطول الوقت على ذلك.