الناطق باسم عمال الفوسفات في الكرك يكشف تفاصيل اختطافه على خلفية اعتصامات المناجم
فيما يؤكد الناطق الإعلامي للعمال المضربين في مناجم الفوسفات في الوادي الأبيض المهندس محمد المهداوي "اختطافه" يوم الجمعة الماضي من قبل مجموعة من العاملين لدى متعهد الفوسفات في المناجم، يصرّ مدير أمن إقليم الجنوب العميد هاني الحياري على أن الحادثة ليست اختطافا بالمعنى الجنائي. وادعى المهداوي أنه وأثناء خروجه من موقع الاعتصام للعاملين أمام بوابات مناجم الوادي الأبيض على الطريق الصحراوي شرقي محافظة الكرك اقتربت منه مركبتان "بكبان" ونزل منهما أربعة أشخاص قاموا باقتياده بالقوة الى داخل إحدى المركبتين ومن ثم تم ربطه ونقله الى مزرعة تعود لمتعهد الفوسفات قريبا من منطقة محي شرقي الكرك وبقي فيها لأكثر من 4 ساعات تحت التهديد. وزعم أنهم قاموا بشتمه بألفاظ نابية، بسبب "عدم سماح اللجنة التي تدير الاعتصام لفتح المنجم ووقف الإضراب وإيصال التيار الكهربائي والمياه للمنجم"، مشيرا الى أنهم هددوه بأنه سيتم إيذاؤه في حال لم يتوقف الإضراب قائلين إن "مصالحنا تضررت". وبين أنه وبعد عدة ساعات تم إخلاء سبيله، حيث تُرك على الشارع العام فلجأ الى إحدى القبائل في منطقة الحسا والوادي الأبيض وطلب حمايتها، ما استدعى قيام القبيلة بإجراء الاتصالات العشائرية لطلب الحق العشائري بسبب إلحاق الأذى بالمهندس من قبل أفراد عائلة المتعهد. وجرت يوم أول من أمس وفي بلدة الحسا وبحضور الجهات الرسمية والمئات من الوجهاء وشيوخ العشائر والمواطنين في الكرك والبادية الجنوبية صلحة عشائرية، حيث قامت عائلة متعهد الفوسفات بدفع مبلغ 100 ألف دينار، إضافة الى المركبتين التي تمت فيهما عملية الاختطاف لصالح المهندس المهداوي. ووقع صك الصلح وتم تسجيله في متصرفية لواء القطرانة، حيث تم إيداعه لدى الجهات الرسمية. من جهته، قال مدير أمن إقليم الجنوب ومدير شرطة الكرك العميد هاني الحياري إنه لا يوجد عملية خطف بالمعنى الجنائي، مشيرا الى أن ما تم لا يتعدى قيام أفراد من شركة تعهد الفوسفات بأخذ المهندس المهداوي الى مكان في بلدة محي للتفاهم معه والطلب منه وقف الإضراب في الشركة. ولفت العميد الحياري الى أن المهندس لم يتقدم بأية شكوى خاصة بالحادثة، ولذلك لا يوجد قضية، مشيرا الى إجراء صلحة بين الطرفين على خلفية ما جرى. يذكر أن العاملين في مناجم الفوسفات في مناطق الحسا والوادي الأبيض والشيدية بدأوا إضرابا شاملا عن العمل منذ الأسبوع الماضي، وقاموا بإغلاق مداخل المناجم وقطعوا الكهرباء والمياه، ما أدى الى وقف الإنتاج بشكل نهائي. الى ذلك، استنكرت نقابة المهندسين ما أسمته إقدام مجموعة من "البلطجية" يوم الجمعة الماضي على اختطاف المهندس محمد المهداوي واحتجازه في مزرعة خاصة أثناء توجهه إلى بيته في المدينة السكنية في الحسا، والاعتداء عليه بالضرب والشتم بألفاظ نابية على خلفية نشاطه في الاعتصامات والإضرابات العمالية المطالبة بحقوق العمال في شركة مناجم الفوسفات. وقال مجلس النقابة إنه يندد بما تعرض له المهداوي من اعتداء وضرب وتهديد، مشيرا الى أنه طالب الجهات المختصة باتخاذ أشد العقوبات بحق من قام بالاعتداء، والقيام بالإجراءات الكفيلة بحماية الموظفين من أي جهة كانت. ووصفت النقابة في تصريح صحافي أمس أن ما جرى بـ"الحادث الخطير والمستهجن في الوطن"، مؤكدة على حق الموظفين بالتعبير عن مطالبهم ونيل حقوقهم بالطرق السلمية.