مفرّكة

اكتشفتُ ان زوجتي ذهبت الى «اربد» في « الويك اند» ولم تعدّ لي « طبخة» احتياط ،كما كانت تفعل كل مرة تغيب فيها.

عدتُ من « سنكحة» يوم الجمعة جائعا،وبدأتُ ابحثُ عمّا يسدّ جوعي.

لم يكن لدينا « بيض»،ولا أدري ان كانت العائلة قد انضمت الى حملة»مقاطعة» البيض.

لم يخبرني احد.

«بعبشتُ» وتعني التفتيش العشوائي والدقيق في نفس الوقت. ووقعت عيني اسفل طافل المطبخ على عدة حبّات من البطاطا.

ضرختُ مثلما فعل الأخ « أرخميدس»:» وجدتُّها ....!!»

وكنتُ اقصد « البطاطا».

فكّرتُ بأكلة «سريعة» وفي نفس الوقت « تملأ بطني الفارغة».

قلتُ: انها « المفرّكة». ومثلما تفعل أي « ست بيت معدّلة»،غسلتُ حبات البطاطا جيدا وقطعتها على شكل مكعبات « غير متناسقة».

وتركتُ كاظم الساهر يغني من « المسجّل» اغاني البوم» مدرسة الحب». وأمْعنتُ في رفع الصوت،كي يسلّيني وانا احاول اعداد وجبة « صالحة للاستخدام الآدمي».

اخرجتُ قلاّية وتركتُها تسخن قليلا كما تعلمتُ من قناة « فتافيت» ذات برنامج. ثم وضعتُ الزيت،وبعدها تدفقت مكعبات البطاطا» غير المتناسقة» في شكلها وغرقت في بحر الزيت الساخن.

وتفتّقت لديّ فكرة اضافة شرائح البصل بعد ان تقترب البطاطا من «الاستواء» او « النضوج» كما يقول الادباء.

تحمّلتُ ما يفعله البصل بالعيون،وكررت عبارة « كله في حبّك يهون»،وكنتُ اقصد « بطني».

دقائق وانتهى كل شيء..

صمت «كاظم»،وجلستُ اتابع « اخبار الساعة الثانية ظهرا».

سمعتُ المحللين يقولون ان كل الاحداث التي تجري في البلاد العربية ،سببها اننا كعرب/أمّة» متفرّقة». وان « الفُرْقة» ساعدت الدول الطامعة في «التفريق» بيننا.

تذكّرت جدّتي،التي سبقت المحللين قبل خمسين سنة عندما كانت تعلل اي مشكلة قي عائلتنا بأننا «متفركين»،ولو اننا « متّحدين» لما اختلفنا.

عدتُ الى « صحن المفرّكة»،فوجدتُ مكعبات البطاطا قد التصقت ببعضها واختلطت بشرائح البصل التي مال لونها الى « الأشقر»،وتخيلتُها ،جدائل امرأة ذهبية الشعَر.

وهنا، بالغتُ في التهام الطعام،وبـ (شهيّة).. غير عادية!!