مقال / ميكانيكي

 سأترك الكتابة واودع المحاماة بلا رجعة ، فقد قررت أن أصبح ميكانيكي سيارات . المسألة لا تتطلب الكثير ، بعض الملابس الرثة ، " وشوية " شحمة وزيت أدهن بهن وجهي ويداي ، ولكوننا على ابواب العطلة الصيفية فمسألة وجود " صبي " ، يناديني بين الحين والآخر " يا معلم " باتت محلولة .

 

أيضا احتاج الى جك برفع السيارات ولبعض المفكات وبعض " الزراديات " ، ومفاتيح " شق " مختلفة الاحجام والقياسات ، وسأستاجر محلا وسأسميه " كراج الامانة للسيارات " .

 

ماذا نسيت أيضا ؟! ... نعم ... احتاج الى جهاز فحص كمبيوتر ولا يهم سواء فهمت فيه واستطعت فك رموزه وقراءة قياساته ام لا ، يكفي أن يكون لدي واحد من هذه الاجهزة – بتعرفوا لزوم البرستيج - فيما لو سألت عنه من قبل أحد الزبائن .

 

ماذا تبقى أيضا ؟! .... الخبرة ؟! ، لا يهم ستاتي " لحالها " مع الزمن ، وستكون التجارب في سيارات العالم كافية لتعليمي .

 

( المهم المحاولة " واصحك عينك تقول أبعرفش " ، غير قشاط المروحة واذا ما زبط غير البواجي ، واذا ما زبط غير الماتور اريحلك واكيد واحدة منهن رح تزبط في النهاية ) ، حكمة مكانيكي ماثورة .

 

أمس لجأت الى زملائي القادمين – الميكانيكية – لوجود طقطقة في العجل الخلفي ، الاول أشار علي بضرورة تغيير " البيليه " ، والثاني اشار بشكل يدل على خبرة مخضرمة ، لازم تغيير " الصنوبرصات " ، الثالث وبصوت وقور نصحني بتغير العجل .  في النهاية تبين بأن الطقطقة ليست سوى حجر علق في المسننات وهو الذي يصدر الطقطقة وليس منه اي تاثير .

 

وذلك بعد ان دفعت لكل واحد منهم خمسة دنانير بدل استشارة .

 

سؤالي ... اين الرقابة على العاملين في هذا القطاع الضخم ، قطاع يحاول مص  الجيوب الممصوصة أصلا باجراء تجارب على مركبات تحمل أرواح بشرية وتخاطر في ما تبقى من لقمة العيش وتخاطر أيضا في تلك الأرواح ، لماذا لا يتم الزامهم بالحصول على شهادة تبين قدرتهم واهليتهم في العمل الميكانيكي .  

 

المحامي خلدون محمد الرواشدة

Khaldon00f@yahoo.com