يا حكومتنا الرشيدة رفع الأسعار شعار لتدمير الأوطان ...!!!

بقلم : احمد صلاح الشوعاني

عندما كُلف رئيس الحكومة السابقة الدكتور عبدالله النسور بتشكيل حكومة بعد حل مجلس النواب , قام النسور برفع الأسعار بشكل لم يشهده الأردن من قبل وبطريقة لم يتصورها أي مواطن أردني , النسور في ذآك الوقت رفع شعاره الخاص الذي قال فيه ( إما رفع الأسعار أو انهيار الدينار ) ولم يفكر النسور بذآك الوقت بردة الفعل التي ستكون نتيجة لقرار رفع الأسعار , وجاءت ردت فعل المواطنين على رئيس الحكومة بصورة لم يكن النسور ومستشاريه يتصوروها , خرج الشعب إلى الشارع وبدأت الهتافات تعلوا وتعلوا وخرجت الأحزاب والتجمعات في جميع محافظات المملكة للمطالبة بإسقاط الحكومة وتجاوزت كافة الخطوط الحمراء , و استمرت الفعاليات والإحداث لأربعة أيام فقط .


أربعة أيام كانت الأصعب بتاريخ المملكة الأردنية الهاشمية , لأنها كانت ستكون انحراف في مسيرة السياسة الأردنية , ولولا تدخل العقلاء في الوطن من شيوخ العشائر وكبار العائلات الأردنية والسياسيين والعقلاء ورجال الوطن الحقيقيون والحكماء , لكان الوضع أسوء مما يحصل وحصل في العديد من الدول العربية المجاورة .

نعم سياسة الرفع التي اتخذها رئيس الحكومة السابقة النسور كانت الأسوأ في تاريخ الأردن والأردنيين ولولا تدخل العقلاء والحكماء في الوطن لكان الوضع أسوأ مما يتصوره العقل .

هل يعلم الشعب الأردني أن المديونية في عهد حكومة النسور حسب أرقام وزارة المالية التي تشير بأن المديونية ارتفعت لأكثر من 8.5 مليار دينار أردني .

للأسف مجالس النواب السابقة لم تمنع رؤساء الحكومات السابقة وأهمهم النسور من رفع الأسعار والضرائب لإرضاء صندوق النقد الدولي والسياسات الخارجية التي عملت جاهدة بالضغط على الشعب الأردني , والغريب في الموضوع أن العجز المحلي و المديونية تزداد يومياً وشهرياً وسنوياً , فأين تذهب الملايين التي يتم تحصيلها شهرياً من الرفع الذي قام به رؤساء الحكومات السابقة .


إذا كان رئيس الحكومة الدكتور هاني الملقي يريد السير على خطى حكومة النسور وتناسى أن شعار رفع الأسعار كان السبب في خروجه من حكومة الدكتور عبدالله النسور فعليه الرجوع إلى ارشفة الدولة والاطلاع على تاريخ دخوله الحكومة وتاريخ خروجه وعليه الاطلاع على الأفلام والصور الخاصة بالمسيرات التي كان تخرج للمطالبة بإسقاط حكومة النسور .

يا دولة الملقي قبل اتخاذ أي قرار يخص الشعب الأردني عليكم الرجوع إلى الحكماء في الوطن ولا اعني بالحكماء المستشارين الذين لا تعنيهم حياة المواطن الأردني والذين لا تعنيهم سوا رواتبهم وميزاتهم التي يتقاضونها من خزينة الدولة .

يا دولة الملقي شرارة الربيع العربي الذي قلب البلدان العربية كان سببها رفع الأسعار وظلم الحكومات للشعب , يا دولة الملقي الشرارة التي أشعلها البوعزيزي، بحرق نفسه احتجاجاً على صفعة أطاحت بآخر ما لديه من كرامة , أصبحت تتولد لدى المواطنين في الأردن والعالم العربي .

يـا دولة الملقي جرائم القتل تزداد يومياً , عدد نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل ترتفع لأرقام لم تسجل في تاريخ الأردن , عدد الشيكات المرتجعة تعادل ميزانية دولة , عدد الجرائم الأسرية ترتفع , عدد حالات الطلاق ترتفع , عدد المتسولين يرتفع , عدد العاطلين عن العمل يرتفع , عدد متعاطي المخدرات يرتفع بشكل مخيف , عدد الذين التحقوا للقتال مع الإرهابيين ارتفع وسيرتفع لأنهم الملاذ الوحيد للهروب من الواقع الذي طالهم .

يـا دولة الرئيس كم عدد المستثمرين الأردنيين والعرب الذين تركوا البلد بسبب الظلم الذي طالهم , كم عدد الاستثمارات المجمدة في الأردن , كم مستثمر أعلن إفلاسه وغادر الأردن .

يـا دولة الرئيس يا أصحاب الحكمة يا أصحاب القرار عليكم البحث عن طريق بديل لجيب المواطنين , عليكم العودة للدفاتر القديمة والبحث عن الفاسدين الذين سرقوا أموال الأردن والأردنيين وتحصيلها لأنها تكفي لسد المديونية والعجز المحلي .

يـا دولة الرئيس أين تذهب مليارات الفوسفات والبوتاس , أيـن تذهب مليارات الصخر الزيتي , أين تذهب موارد الوطن , أيـن تذهب إيرادات الضرائب والضمان والمؤسسات الحكومية , أيـن تذهب إيرادات أمانه عمان الكبرى , وأيـن تذهب مليارات شركة الكهرباء , وأيـن تذهب مليارات المصفاة والملكية الأردنية , وأيـن ذهبت أموال المحاكم ودائرة الأراضي ..وأيـن ووو أيـن ... وأيـن ذهب المستشارين الاقتصاديين والحكماء في الأردن .

يـا أصحاب الدولة و المعالي والعطوفة والسعادة المديونية في الأردن تجاوزت جميع الخطوط الحمر وهي في طريقها لان تصل للطريق المسدود الذي لا يحمد عقباه .

يـا أصحاب الدولة و المعالي والعطوفة والسعادة يا إشراف الوطن يا أصحاب القرار المقاطعات التي يتم تداولها بشكل سلمي على صفحات التواصل الاجتماعي ستكون البداية لشرارة ينتظرها أصحاب الأجندات الخاصة لتنفيذ مختططاتهم وأجنداتهم المغرضة الممولة من الخارج , نعم هناك من يتربص بالوطن وأصبحوا قريبين جداً وينتظرون ساعة الصفر وهي خروج الشعب للشارع , ما حصل في عام 2012 عندما خرج الأردنيين سلميين في اعتصاما تهم ومسيراتهم لن يتكرر بشكل سلمي , فلم يكن في ذاك الوقت ظهور لعصابات داعش الإرهابية ولم يكن هناك إرهابيين يتربصون لدخول الوطن , لم يكن هناك فقر وجوع كما هو الحال اليوم , لم يكن هناك تربص لرفع الهلال الشيعي فوق مساجد السنة كما فعلوا في ليبيا والعراق واليمن وتونس ومصر .

يا أصحاب القرار يا أصحاب الحكمة منذ سنوات طويلة ونحن نقول لا لرفع الأسعار لا للعبث بجيوب الفقراء والمساكين لا للعبث بقوت الأردنيين , لا للعبث مع الشعب الأردني الذي تحمل الكثير الكثير ولم يعد قادرا على تحمل المزيد , يـا حكومتنا الرشيدة رفع الأسعار شعار يعني تدمير الأوطان , عليكم البحث عن طريق جديد لجني المليارات .


يـا دولة الرئيس إذا كنتم تبحثون عن طريق للحصول على مليارات جديدة فعليكم الابتعاد عن جيوب الأردنيين .

وللحديث بقية :
ahmad-salah2011@hotmail.com