هل الاردن دولة فقيرة؟
ترافق التسويق الاعلامي والسياسي للاردن كدولة فقيرة بالموارد مع الطابع الوظيفي لهذه الدولة والتشابكات الاقليمية والدولية لهذا الطابع, اما في الواقع فان الاردن دولة غنية بالموارد الطبيعية ويمكن لمتوسط دخل الفرد فيها ان يكون اعلى كثيرا من الدخل الحالي.
1- حسب دراسات عديدة للدكتور سفيان التل وكمال جريسات وجورج حدادين, وغيرهم فان الاردن يضم 13 مليارطن من الرمل الزجاجي الذي يضاهي السيلكون الامريكي, وهو الرمل الذي يشكل اليوم مصدرا مهما لمعظم الصناعات الالكترونية والدقيقة في العالم... وحسنا اهتمام جريسات واهالي معان بهذا الموضوع مؤخرا والذي سبق للدكتور التل ان اثارة اكثر من مرة وذلك حتى لا يحدث مع هذه الثروة ما حدث لليورانيوم عند بيع الفوسفات كمادة خام بتراب المصاري.
2- اما الصخر الزيتي كما يؤكد حدادين فيبلغ احتياطه في الاردن 50 مليار طن وقد اصبح الاستثمار فيه تجاريا منذ عقود كما اكدت ذلك تجربة الصين واستونيا وغيرهما من البلدان التي حققت مليارات الدولارات من وراء ذلك.
3- واضافة للرمل الزجاجي والصخر الزيتي هناك الفوسفات (الاردن ثالث دولة في العالم) والبوتاس والاسمدة المختلفة والراديوم واليورانيوم (ربع مليون طن متري) والنحاس والمنغنيز واملاح البحر الميت التي تعود على العدو الصهيوني في الجانب المحتل من البحر بمليارات الدولارات سنويا.
4- كما يتساءل كثيرون عن الاحواض المائية في الجنوب والوسط والشمال ولماذا لا يجري الاستفادة منها ناهيك عن اختيار بعضها مناطق للصرف الصحي.
5- كل ذلك غير مصادر الدخل الاخرى التي يمكن تطويرها وتوسيعها مثل السياحة العلاجية (مليار دينار سنويا) ومثل المواقع الاثرية المهمة المعروفة ومثل الاتصالات التي جرى حرمان الخزينة منها مقابل عمولات معروفة خسرت الاردنيين مليارات الدنانير سنويا.
6- كما يسمح الاستثمار الرشيد للتنويع البيئي والغور والمراعي بتطوير الزراعة والثروة الحيوانية.
7- وبالمقابل لا بد من وضع حد للانفاق البيروقراطي والاستهلاكي وللفساد وسياسة العمولات وما يعرف باقتصاد الموترة (تحويل الاردن الى سوق مفتوح للسيارات) بكل ما يترتب على ذلك من تبديد للعملة الصعبة وغيرها