هواء نقي في الأجواء الفلسطينية!

لا يستطيع الكيان الصهيوني هضم الشعب الفلسطيني.. الارض ومن عليها - خمسة ملايين انسان - ويحوّلهم الى معازل كمعازل جنوب افريقيا في نظام بريتوريا المقبور.

والفلسطينيون هم الكنعانيون، واليبوسيون، والعرب وهم زبدة الحضارة الهيلنية، والاشورية، والكلدانية، والعربية. واذا كانت تحشيدات الصهيونية العالمية: الاستعمار البريطاني، والامبريالية الاميركية والنفاق الاوروبي قد سهّلوا للقبائل الاثني عشر القادمة من كل اصقاع الارض ان يتحولوا الى .. دولة خلال قرن من عذاب المنطقة العربية، فان الفلسطينيين ينتمون الى امة لا بد ان تنهض، وهم الان يواجهون نمطا جديدا من الاحتلال والعنصرية.. وهم لا بد منتفضون.. شرط ان يخرجوا من تجاربهم المرة، وان يلفظوا زعامات عشائرية عائلية صاحبة مصالح غير مصالح الشعب. 

نسمع من اخواننا كلام جديد عن بداية مقاومة جديدة، وما نسمعه مفرح وواعد ويمكن ان يكون حقيقيا وفي وقت اقرب مما نتصور.

لقد مر الشعب الفلسطيني في اكثر من انتفاضة. وقد اعطته هذه الانتفاضات سلطة حكم ذاتي اداري على جزء من الضفة، واعطت حماس امارة اسلامية في غزة، وقد استنفذت هذه السلطة وتلك الامارة اهدافها بهيمنة حزبيين على وطن ممزق محتل، انقلب «شريك السلام» عليهما، وسخّر الحكم الذاتي في الضفة، وحاصر امارة غزة الى هذا الذي نراه.. فالعدو يريد ارض فلسطين كلها، ويريد ان يحول شعب فلسطين الى عمال في «الكوبانيات» يعيشون دون صعوبات وكوارث اخوانهم العرب بمفهوم العيش: اكل شرب نام.. بعد قتل روح الكرامة والسيادة في النفوس.

حين يتحرك العرب في اتجاه فلسطين فيجب ان نفهم بانهم يتحركون سياسيا. وهذا لا ينتج شيئا الا بثورة الشعب الفلسطيني من الداخل.. وتحويل ثمرة الاحتلال الى .. جمرة.

لا يوجد احتلال مريح ماليا كالاحتلال الاسرائيلي ومن الطبيعي تحويل ارباح هذا الاحتلال الى خسائر. ومحاصرة الكيان العنصري في هذا العالم باتهامه وزجه في فخ نظام بريتوريا العنصري.

اننا نعرف حجم التضحيات المطلوبة من الفلسطينيين ونعرف ان على العرب ان يغيروا. فأيام ركوب ظهر الفلسطينيين لوصول زعامات ميتة الى جرائم الديكتاتور، قد ولت وانتهت.