تفاقم عزلة الكيان الإسرائيلي تربك أجندته

مؤشرات سلبية رافقت زيارة نتنياهو الى بريطانيا وأربكت أجندته وهزت صورته لدى ناخبيه وحلفائه وأصدقائه الافتراضيين في المنطقة الذين يعولون على مكانته لدى القادة الغربيين وخصوصا في بريطايا وأمريكا لتمرير اجندتهم؛ اذ وقف نتنياهو طويلا امام بوابة مقر الحكومة في عشرة داوننغ ستريت وحيدا؛ دون ان يفتح له الباب او ان يكون هناك من يستقبله؛ ما دفعه بعد انتظار طويل الى المبادرة لفتح الباب امام عدسات الكاميرات التي تراقبه؛ لتسارع رئيسة الوزراء البريطانية تيرزا ماي بعدها لاستقبالة دفعا للحرج.

بعض وسائل الاعلام وصفت الموقف بالمحرج واخرى اعتبرته موقفا مذلا وغير مسبوق؛ عاد نتنياهو مباشرة بعد انتهاء اللقاء الى الكيان الاسرائيلي وليس في جعبته شيء سوى صور انتظاره امام بوابة الحكومة البريطانية؛ وتظاهرات في شوارع لندن احتجاجا على زيارته يقودها نشطاء ومتعاطفون مع معناة الفلسطينين.
قبل ايام من زيارة نتنياهو صدرت العديد من التقارير والدراسات من مراكز ابحاث صهيونية تحذر من اتساع دائرة العزلة والاحتجاج على السياسات الصهيونية، لتشمل أمريكا ودول خارج القارة الاوروبية؛ امر تجاهله نتنياهو وطاقم حكومته واعضاء الكنيست الى جانب الجيش الصهيوني؛ فالكنيست اقر قانون شرعنة الاستيطان في نفس يوم الزيارة، والجيش الصهيوني شن سلسلة من الغارات على قطاع غزة؛ الا ان الاجندة الحكومية لنتنياهو غابت امام صورة ومشهد انتظاره المهين امام عشرة داوننغ ستريت.
الإخفاق بات سمة اساسية للسياسة الصهيونية وحالة الشعور بالعزلة والتهديد تزداد؛ لدرجة ان معهد الامن القومي ( INSS ) حذر من خطورة اتساع دائرة المقاطعة للكيان الصهيوني وقدم دراسته الاولى حول الاثار الاقتصادية لحملات المقاطعة التي تقودها حركة (BDS ) لمقاطعة الكيان ومعاقبته(Boycot, Divestment, and Sanctions)؛ دراسة حملت عنوان ظلال العزلة وحساسية الاقتصاد الصهويني للعزلة (In the Shadow of Delegitimization: Israel’s Sensitivity to Economic Sanctions )؛ الخلاصة المستفادة من هذه الدراسة ومن الموقف المحرج الذي تعرض له زعيم الكيان الاسرائيلي تفيد بأن دعوات المقاطعة باتت تؤتي ثمارها؛ والاهم من ذلك ان المناخ الدولي والاقليمي بات اكثر تقبلا لهذه الحملة واكثر تفاعلا معها في ظل السياسات الخرقاء المتبعة من قبل قادة الكيان ومؤسساته؛ مسألة تستدعي ممن يعولون على الكيان الاسرائيلي للترويج لاجندتهم بان يعيدوا النظر؛ فالكيان وقادته في مأزق وغير قادرين على معالجة ازمتهم؛ فكيف لهم ان يتعاطوا مع ازمة غيرهم او ان يروجوا لاجندة غيرهم.
خلاصة ما حدث في الساعات القليلة الماضية يشير الى ان النظرية القائلة بان الكيان الاسرائيلي المدلل بوابة الانفتاح على الغرب والولايات المتحدة بات مشكوكا بها الى حد كبير؛ والتعلق بها لن يزيد اصحابها الا خسارة وحرجا؛ كما ان الساعات القليلة الماضية تعطي مؤشرا قويا على جدوى دعواة المقاطعة والعزل ونزع الشرعية عن الكيان، وتعطي مزيدا من الزخم والاهتمام بنشاط مؤسسات المجتمع المدني وخصوصا(BDS).