"المعلولية" والفساد الإداري الخفي المركب

فاجأني وفاجأ غيري رئيس الوزراء بمنع إعادة تعيين الموظف الذي يخرج من عمله بمعلولية. والمفاجأة أن إعادة تعيين المعلول في الحكومة يثبت أن المعلولية زائفة، وبشبهة فساد ليس كمثله فساد: عند المعلول؛ وعند اللجنة الطبية؛ وعند المسؤول الذي أعاد تعيينه. فهو فساد خفي مركب يجمع بين أكل البيضة أو التفاحة وقشرتها.
أما إذا كانت العلة "لمثل هذا العمل"، وأعيد تعيين المعتل في عمل مختلف لأنه لم يعد يستطيع القيام بالأول، لأنه صار -مثلاً - أصم أو أعرج أو أعور... فإنه لا بأس في ذلك.
نحن نتحدث هنا عن المعلولية الكلية التي تؤكد أن الموظف لم يعد يصلح للعمل؛ فهو كالسيارة "المشطوبة" التي دفع التأمين لصاحبها كامل التأمين عليها فلا يعاد استخدامها. ومع هذا يعاد تعيينه، فنقول: إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على انعدام الضمير عند الأطراف ذات العلاقة. ولإغلاق الدائرة النفسية التي فتحها قرار الرئيس عند جميع الناس في موضوع المعلولية، فإنه يجب القيام بتحقيق نزيه في كل حالة تم فيها ذلك، ومحاسبة جميع الأطراف عليها، واسترداد المال الذي حصل عليه المعتل، لإغلاق الدائرة.
نتمنى على الرئيس الذي كشف عن هذا الفساد "الخفي" أن يقدم للشعب وليس لمجلسي الأمة اللذين لم يهتما بالأمر، بياناً إحصائياً بعدد هذه الحالات التي وقعت في العقود الأخيرة وتوزيعها القطاعي.
***
الخوارزمي: "المرء حيث يُوجد لا حيث يُولد، وحيث يثبت لا حيث ينبت" (عن جهاد فاضل، مجلة العربي، العدد 697/ 2016).
***
من يسرق الأفكار يسرق الدار. وتصل الجرأة عند بعض الكتاب والمؤلفين والمعلقين، إلى درجة اختلاس أفكار الآخرين وعرضها كأنها بنات أفكارهم، غير آبهين بالقبض عليهم متلبسين.
***
ديفيد أغناتيوس، المفكر السياسي الأميركي: "لم يسبق أن كان لنا أبداً رئيس شبيه بترامب بالكثير جداً من الأفكار الهدامة والقليل جداً من الخبرة".
***
ليس كل من "داعش" و"القاعدة" سوى "دمّل" (معمّل) في جسم المسلمين، وبخاصة العرب، الذي يقوم التحالف "بتفجيره" لإزالة الفساد من الجسم، وبعدها ستكون "داعش" و"القاعدة" مجرد خبر صادم عابر في التاريخ.
ماذا قدم هؤلاء المراهقون أو المهووسون دينياً للعالم، أو تركوا للتاريخ؟ ماذا أعطوه غير ذكرى مؤلمة وإساءة عالمية للإسلام والمسلمين؟! عندما يُخضع تفكيرهم وسلوكهم للفحص، سيثبت أنهم لا يعقلون، وأن اختبارات دمهم ستكشف عن مرضهم النفسي التي لا تشفيهم منه سوى معسكرات تحرير لعقولهم، وسحب كل مصادر أدبياتهم المنشورة من التداول، وتدويرها بحيث تعود إلى حالها الأولى؛ ورقاً أو معدناً.
***
قبل عصر وسائل الاتصال التكنولوجية؛ بدءاً من الراديو والتلفزيون وأخيراً الإنترنت والهاتف الخلوي، كان المعلمون والمعلمات يدهشون التلاميذ والتلميذات بمعلومات الكتب المدرسية. أما اليوم؛ أي في العصر الرقمي، فقد فقد التلاميذ والتلميذات هذه الدهشة. صار الأسلوب هو مصدر الدهشة.
***
حدَّثنا أبو مَعْمَر، حدَّثنا عبدالوارث، عن الحسين، عن عبداللَّه بن بُرَيْدَة، عن يحيى بن يَعْمَرَ، حدّثهُ أنّ أبا الأسْوَدِ الدُّؤلِيَّ حَدَّثَهُ: أنّ أبا ذرٍّ رضي اللَّه عنه حدّثهُ قال: أتيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ، وَهُوَ نَائِمٌ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: "مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ". قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: "وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ". قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: "وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ". قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: "وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ".