في الاستفراد بالمواطن!

كتبنا قبل خمس سنوات مقالة حملت عنوان: "مواطننا.. أيّ جانب يوجعك أكثر؟” نتذكرها اليوم، على وقع رفع أسعار المحروقات بهذه النسبة المزعجة، والحديث عن ضرائب ستفرض قريباً على الاتصالات، وربّما ضرائب أخرى لا نعرف عنها شيئاً حتى الآن.
تقول المقالة التي تبدو وكأنّها تُكتب في هذه اللحظة: "تساءل الخبير الإقتصادي الدكتور خالد الوزني عن سبب شرائنا صفيحة البنزين في عزّ ارتفاع أسعار النفط، قبل سنتين، بسعر أقلّ من الآن، وقد انخفضت الأسعار مقارنة بتلك الفترة الربع على الأقلّ؟
ونتساءل، نحن، وقد سمعنا أخباراً أمس عن نيّة الحكومة رفع أسعار البنزين 900قريباً، أسوة بالـ 95، عن السبب الذي جعلها ترفع الأسعار على مرحلتين، وما إذا كان الرفع الأوّل بالون اختبار لمعرفة ردّ فعل الشارع، ولأنّ الأمور مرّت بسلاسة وهدوء، مع قليل غير مؤثر من الاعتراضات، فليس من حرج في الاستفراد بالمواطن الاردني.
من أين تأتيك الضربات يا مواطننا الأردني المسكين، وأين هو الجانب الذي يوجعك أكثر؟ وأية معجزة ربانية تلك التي تجعلك تواصل صراع البقاء فينتهي الشهر ولا تنتهي أنت معه؟ وأيّ صبر هذا الذي تحمله كالجبال وتتحمّل كَجَمل يجترّ قوت الماضي وفوقه الأثقال.
ومع هذا، وفوقه، وقبله، وبعده، فهناك من يريدك لا أن تشدّ الحزام فحسب، بل أن تتبرّع من راتبك لخزينة أشبعت نهباً... يا أيّها المواطن الأردني، لكّ كلّ تحيات الاعجاب فقد أثبتّ أنّك وحيد عصرك، وكلّ العصور أيضاً.”