عادة قديمة

يشكو الكثير من المواطنين من كثرة التردد على الدوائر الحكومية دون إنجاز أعمالهم..
حيث لا يكاد بعض الموظفين يرى المعاملة التي يحملها المواطن لتقديمها حتى يقول له «هي مش عندي»..
وعندما يسأل المواطن «عند مين»..
يقال له أحياناً (ما بعرف) وأحياناً يعطى اسم موظف آخر للذهاب إليه.. وعندما يذهب للموظف الآخر يقول له نفس الكلام «هاي مش عندي» ويعطيه أو لا يعطيه اسم موظف آخر..
وهكذا حتى يدور المواطن على خمسة أو ستة موظفين حتى يجد من يقبلها -المعاملة- منه. أو قد ينتهي الدوام دون قبول المعاملة.. ويضطر المواطن للمجيء ثانية وثالثة حتى يحن عليه أحد الموظفين من كثرة المراجعة فيقبل منه المعاملة..
هذا التعامل يجب أن يتوقف..
من واجب الدولة أن تحافظ على كرامة ووقت المواطن..
فالمواطن ليس مطسة للموظفين يظهرون عليه حبهم في إصدار الأوامر، ولا كرة يتقاذفونها؛ كل في دوره.
يجب إنشاء مركز في كل دائرة يقصده أي مواطن ويتسلم منه معاملته أو استدعاءه أو طلبه، ويقوم هذا المركز فيما بعد بإرسال هذه المعاملات للجهة المختصة لإجراء اللازم عليها..
كما يجب أن يتم الإجابة للمواطن على عنوانه الهاتفي أو منزله أو محله أو مكتبه الذي يجب أن يؤخذ منه كعنوان له لإرسال الجواب عليه.
هكـــــــذا تفعل الدول المتــــــقدمة والمتحضرة والدول التي تــــحترم مواطنــــــها وتوفر له الراحة وتقوم بواجبها تجاهه، دون مرمطـــــة وواسطة ومراجعات كثــــــيرة.
يجب أن يفهم الموظفون وتفهم دولتنا العلية أن موازنة الدولة من جيوب رعاياها، وما دامت تأخذ من المواطن الرواتب التي تدفعها للموظفين، فعليها على الأقل أن توفر للمواطن الخدمة التي يطلبها بطريقة بسيطة ومباشرة.