الضغوطات الدبلوماسية على القذافي تتصاعد وعزلته في ازدياد
سجل الثوار الليبيون نجاحًا دبلوماسيًا جديدًا تمثل في اللقاء بين رئيس المجلس الوطني الانتقالي، الذي يمثل الثوار، ودبلوماسي صيني، فيما حضّ الكونغرس الأميركي باراك أوباما على توضيح موقفه من العمليات العسكرية الجارية.
وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي في بيان أن سفير الصين في قطر شانغ شيليانغ التقى مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي خلال الأيام الأخيرة. وأضاف إن "الطرفين تبادلا وجهات النظر حول الوضع في ليبيا".
وقال إن "موقف الصين من القضية الليبية واضح"، معربًا عن "الأمل في تسوية الأزمة بالطرق السياسية، وأن يقرر الشعب الليبي مستقبل ليبيا".
وكانت الصين، العضو الدائم في مجلس الامن الدولي، امتنعت في اذار/مارس عن التصويت على قرار سمح بشنّ غارات جوية على ليبيا. ومنذ ذلك الحين دعت مرارًا إلى وقف إطلاق النار.
وكانت روسيا تبنّت موقفًا مماثلاً لدى التصويت في مجلس الأمن، غير أنها عادت بعدها، وضمت صوتها إلى الغربيين في مطالبتهم برحيل الزعيم الليبي معمّر القذافي.
غير أن الزعيم الليبي ما زال متمسكًا بالحكم، الذي يمسك بزمامه منذ نحو 42 عامًا، بالرغم من هذه الدعوات، ومن انشقاق العديد من القادة السياسيين والعسكريين الليبيين، والغارات اليومية التي يشنّها الحلف الأطلسي.
واشنطن ستحتفظ بوجود عسكري "قوي" في آسيا
هذا وأعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس السبت أن الولايات المتحدة ستبقي على وجود عسكري "قوي" في آسيا مع أسلحة جديدة لحماية حلفائها وتأمين أمن الطرق التجارية البحرية.
وقال غيتس في سنغافورة خلال مؤتمر للدفاع في آسيا بحضور نظرائه الإقليميين إن الجيش الاميركي سوف ينتشر بطريقة "يؤمّن معها وجودنا في شمال شرق آسيا"، وكذلك "تعزيز وجودنا في جنوب شرق آسيا وفي المحيط الهندي".
وتواجه الولايات المتحدة عجزًا كبيرًا في الميزانية، ولكن الجهود التي تبذل لتقليص العجز لا تهمل أي قطاع، حتى برامج التأمينات المرضية العامة أو المصاريف العسكرية.
ويعرب حلفاء الولايات المتحدة في آسيا عن قلقهم حيال إمكانية تخليها عنهم، في وقت تهتم فيه الصين بجيرانها من خلال تعزيز قدراتهم العسكرية.
أولى ضربات جوية للحلف الاطلسي في ليبيا بمروحيات قتالية
أما الحلف الأطلسي فقال السبت إنه لجأ للمرة الأولى إلى مروحيات قتالية في ليبيا، حيث قصفت مركبات عسكرية وتجهيزات وقوات تابعة لجيش العقيد معمّر القذافي.
جاء في بيان للحلف أن "مروحيات قتالية بقيادة الحلف الاطلسي استعملت للمرة الاولى في الرابع من حزيران/يونيو (السبت) في عمليات عسكرية فوق ليبيا".
واوضح ان "من بين الاهداف التي قصفت مركبات عسكرية وتجهيزات عسكرية وقوات" تابعة لجيش نظام معمّر القذافي، ولكنه لم يوضح مكان شنّ هذه الضربات.
فرنسا تعمل مع مقرّبين للقذافي لتنحيته
وكانت فرنسا قد قالت إنها تعمل مع مقرّبين من القذافي في محاولة لإقناعه بالتنحّي. وصرّح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه لوسائل إعلام فرنسية، إن عزلة القذافي في ازدياد مضطرد. فقد كثر المنشقون عنه في الآونة الأخيرة، وأننا تسلمنا رسائل من بعض أفراد بطانته، تفيد بأنهم مقتنعون بضرورة تخليه عن السلطة".
وأكد جوبيه أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيكثف عملياته العسكرية ضد نظام القذافي. وأضاف أنه "مع زيادة الضغوط العسكرية على القذافي، فإننا تركنا الباب مفتوحًا لأي طرف يستطيع التأثير عليه لإقناعه بالتنحّي عن السلطة".
ويشترط الناتو رحيل القذافي للموافقة على وقف لاطلاق النار، وقد قررت قيادة الحلف تمديد العمليات العسكرية حتى سبتمبر/أيلول المقبل. وكان القذافي قد أكد في لقاء مع رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، الذي زار ليبيا أخيرًا، أنه لن يترك البلاد.
ورحّبت باريس الجمعة بتقرير الأمم المتحدة حول ليبيا، الذي "اكد على الخطورة القصوى للانتهاكات لحقوق الانسان" التي ارتكبها نظام معمّر القذافي، مشيرًا الى "المخاوف" بشأن التقرير حول تجاوزات المعارضة.
إيطاليا ستقترح على مجموعة الإتصال مساعدة مهمة للانتقالي الليبي
من جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن بلاده "ستقترح خلال الاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال في ليبيا" خلال الأسبوع المقبل في أبوظبي "تقديم مساعدة مهمة، تشمل أيضاً الجانب الاقتصادي للمجلس الانتقال الليبي" في بنغازي.
وأوضح فراتيني خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه مع نائب الرئيس الصيني شي جين بينغ، أنه على الرغم من أن الملف الليبيي لم يناقش خلال الاجتماع الثنائي، إلا أنه اتفق ونائب الرئيس الصيني على "أهمية استقرار القارة الأفريقية بأسرها".
ولفت إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يمارس "ضغطاً متجدداً من شأنه أن يجعل (العقيد معمّر) القذافي يدرك بأن أمامه بديل واحد فقط، أي مغادرة السلطة، ونأمل أيضاً ليبيا".
وشدد فراتيني أيضاً على أن "إيطاليا ترحّب جداً بمبادرة روسيا بإرسال مبعوث إلى كل من طرابلس وبنغازي"، لكنه أضاف ''لقد رأينا، وللأسف، ردود فعل غير واقعية البتة، إذا لم نقل سلبية، من جانب النظام الليبي، بما في ذلك محاولات رئيس جمهورية جنوب أفريقيا" جاكوب زوما.
الكونغرس يطالب أوباما بشرح موقفه من الحرب في ليبيا
بعد أكثر من شهرين على بدء العمليات العسكرية في 19 آذار/مارس في ليبيا، والتي تولّى الحلف الأطلسي قيادتها منذ 31 آذار/مارس، يصوّت الكونغرس الاميركي الجمعة على مشروع قرار قدمه رئيس مجلس النواب الاميركي جون باينر، ويدعو أوباما إلى شرح موقفه من الحرب في ليبيا.
ويطالب مشروع القرار أيضًا بتقدير القيادة العسكرية الأميركية لمدة العمليات ومداها وكلفتها. وينص مشروع القرار على أن يقدم الرئيس في مهلة 14 يومًا إلى الكونغرس تقريرًا يشرح فيه لماذا لم يطلب الضوء الأخضر من الكونغرس قبل البدء بالعمليات، ويعرض "أهداف الولايات المتحدة السياسية والعسكرية" في ليبيا.
وصوّت المجلس بغالبية 268 صوتًا مقابل 145 لمصلحة القرار الذي حظي بدعم رئيس مجلس النواب جون بينر، ويدعو أوباما إلى إبلاغ الأعضاء خلال الأسبوعين المقبلين بشأن نطاق ومدة وتكاليف المهمة الخاصة بليبيا.
ويرى المراقبون أن القرار يزيد الضغوط على الرئيس أوباما بشأن الوضع في ليبيا، ويعكس مدى القلق لدى نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي تجاه إمكانية التورّط في حرب أخرى، على غرار العراق وأفغانستان.
ويرى عدد من النواب أن أوباما لم يتشاور بدرجة كافية مع الكونغرس قبل الانضمام إلى العملية التي يقودها حاليًا حلف الناتو.
وأكد القرار على رفض إرسال قوات برية الى ليبيا. وجاء فيه أن أوباما لم يقدم مبررًا قويًا للمشاركة في العمليات.
في المقابل، رفض المجلس مشروعًا آخر قدمه الديمقراطي دينيس كوسينتش، يطلب من أوباما وقف المشاركة الأميركية في العمليات العسكرية في ليبيا خلال 15 يومًا.