فضائح التلاعب بنتائج المباريات الكروية تهز إيطاليا من جديد
بعد خمس سنوات من فضيحة "الكالشيو بولي"، هزت كرة القدم الايطالية مؤخراً فضيحة جديدة بعدما اعتقلت الشرطة 16 شخصاً كجزء من عملية التحقيقات التي تجريها مع مجموعات في مزاعم المراهنات والتلاعب بنتائج المباريات، فيما يعتقد بأن لاعبين حاليين ومتقاعدين حديثاً يتزعمون هذه المجموعات.
وكان جوزيبي سينوري، الايطالي الدولي السابق وكابتن لاتسيو وأحد أفضل اللاعبين في البلاد والأكثر شعبية، من بين العديد من اللاعبين والمديرين الإداريين ومسؤولين في مكاتب المراهنات الذين اعتقلتهم شرطة مدينة كريمونا للتحقيق معهم عن مزاعم مشاركتهم في المراهنات قبل الدقائق الأخيرة من انطلاق المباريات.
وقال سينوري لوسائل الإعلام بعد اعتقاله مباشرة: "ليكن لديكم قليلاً من الرأفة. لا استطيع أن أقول أي شيء. سألتقي مع المحامي الخاص بي الذي سيتحدث إليكم بعد ذلك".
ومن جانبه، وعد الاتحاد الايطالي لكرة القدم أنه سيتعاون مع الجهات التي تقوم بالتحقيقات التي تركز على 17 مباراة في دوري الدرجة الثانية وبعض من مباريات الأندية غير المنضوية إلى الدوري الايطالي، بالإضافة إلى محاولة واحدة في دوري الدرجة الأولى التي فشلت في تحديد نتيجتها.
واستغرقت عملية اجراء التحقيقات حوالي ستة أشهر بعد المباراة التي اقيمت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بين ياجانيزي وكريمونيزي عندما زعم أن اللاعبين تعاطوا المشروبات بكثرة في محاولة لكبح أداؤهم، حتى أن بعضهم إنهار أثناء المباراة بسبب المرض.
وقالت الشرطة إن نتائج التحقيقات قد تشير إلى أدلة عن وجود تنسيق منظم بين لاعبي كرة القدم السابقين والحاليين وبين مسؤولي إدارة مكاتب المراهنات الرياضية وغيرهم للتلاعب بالنتائج مع الرهانات التي قدرت قيمتها بعشرات الآلاف من اليورو، وفي بعض الحالات وصلت حتى إلى مئات الآلاف، لتحديد نتيجة مباراة واحدة.
وأضافت الشرطة أيضاً أنه يجري التحقيق مع العديد من اللاعبين المعروفين.
وتؤكد المزاعم على أن كريستيانو دوني، لاعب أتلانتا وصانع ألعاب منتخب ايطاليا السابق، كان من بينهم. ووفقاً لصحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت" فإن دوني ساعد على ضمان تسجيل ثلاثة أهداف على الأقل في مباراة بين ناديه وبياتشينزا التي جرت في آذار/مارس الماضي.
ووفقاً للمصدر ذاته، فإن المدافع الايطالي السابق ستيفانو بيتاريني، الذي سبق أن ثبتت إدانته بالتلاعب بنتائج المباريات، وماورو بريستان لاعب خط وسط كومو السابق، وكابتن نادي باري السابق انتونيو بيلافيستا هم أيضاً تحت قيد التحقيق.
وجاء في تصريح لممثلي دوني (38 عاماً): "كريستيانو دوني واثق من أنه تصرف دائماُ وفقاً للأنظمة التي احترمها. وهو يؤمن بأقصى درجة بعدالة الأجهزة الجنائية والرياضية، لذا فهو متأكد أنهما سيثبتان أن لا علاقة له مطلقاً بالقضايا التي هي تحت المناقشة الآن".
أما أنتونيلو فالنتيني، المدير العام للاتحاد الايطالي لكرة القدم، فأكد تعاون الاتحاد مع السلطات التي تقوم بالتحقيقات، وأنه سيدافع عن مصالح وصورة كرة القدم فضلاً عن شفافية الهيئات الكروية وسلامتها.
وأضاف: "نحن على ثقة بالعمل الذي تقوم به السلطات، وسنمنحها أقصى تعاوننا، ولكن في الوقت نفسه نطلب الحذر والحكمة عند النظر في مثل هذه الإجراءات الحساسة. ونحن بانتظار الحصول على المزيد من المعلومات".
وكانت الكرة الايطالية قد تعرضت لأدنى مستوى لمصداقيتها في عام 2006 خلال فضيحة "الكالشيو بولي" عندما أثبتت الشرطة أن ستة أندية قامت بالتلاعب بنتائج مبارياتها من خلال اختيار حكام يميلون لمصالحهم، حيث تم تجريد يوفنتوس من لقبي دوري الدرجة الأولى واسقط إلى الدرجة الثانية، بينما عوقب كل من فيورنتينا وميلان ولاتسيو وريجينا.