ستون عاما على تاسيس الحزب الشيوعي الاردني
ستون عاما على تأسيس الحزب الشيوعي الأردني
بقلم : ماجد العطي
شاكرا للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأردني دعوتها لي للمشاركة في برنامج احتفال الحزب بالذكرى الستين لتأسيسه . يوم السبت الموافق 28/5/2011 وعلى هامش الاحتفال عقدت ندوة في صباح ذلك اليوم تحت عنوان أسباب وتداعيات النهوض الثوري في البلاد العربية أو ما يسمى بربيع الشعوب العربية وقد حضر هذه الندوة ممثلو بعض الأحزاب الشيوعية والتقدمية في البلدان العربية واعتذر بعضهم عن الحضور لأسباب خاصة واكتفوا بإرسال تحياتهم للحزب الشيوعي الأردني وتمنياتهم له بمزيد من التقدم والنجاح .
كما شارك في هذه الندوة والاحتفال عدد من ممثلي الأحزاب الوطنية الأردنية وممثلو بعض المنظمات الفلسطينية وهي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وقد أرسلت حركة التحرير الفلسطيني (فتح) برقية تحية إلى الحزب الشيوعي الأردني وعبرت عن عدم تمكنها من المشاركة في هذه المناسبة كما حضر عدد كبير من الشخصيات والمفكرين والصحفيين الاردنين .
وكان الدكتور منير حمارنة الأمين العام للحزب الشيوعي قد افتتح الندوة التي تحدث فيها أولا الأستاذ رياض عدلي الأمين العام للحزب الشيوعي المصري أول المتحدثين فيها حيث أشار إلى تجربة ثورة الشباب المصري ومساهمة الشيوعيين المصرين مع الشباب الآخرين فيها , ونبه إلى محاولات القوى التي أطيح بها للعودة بأساليب الخداع والحيل مجددا كما تحاول القوى الاستعمارية والقوى الرجعية العربية الالتفاف على ثورة الشباب وبأساليب خبيثة وناعمة تحت حجة مساعدة الشعب المصري في محاولة لمنع تطورها وتحقيق كافة أهدافها . كما تحدث ممثل حزب الشعب الفلسطيني مركزا حول أهمية الخطوة التي تمت فيها بداية المصالحة بين فتح وحماس , وعمل الحزب مع القوى والمنظمات الفلسطينية جميعها للسير بحزم لإنهاء كل مظاهر الانقسام وتحقيق الوفاق الوطني في الساحة الفلسطينية كخطوه هامة وضرورية في مواجهة تعنت إسرائيل وعدوانيتها وإفشال أهدافها المعادية للشعب الفلسطيني ورفضها لإعادة حقوقه وأرضة وفضح ادعائها كذبا وتضليلا أمام الرأي العام العالمي في أنها تريد السلام وفي الوقت نفسه تواصل مخططاتها من استيطان في الأرض الفلسطينية بشكل متسارع وتهويد مدينة القدس والاستيلاء على بيوت الفلسطينيين وهدم المئات من المنازل بحجج كاذبة ورفضها التوقف ولو لفترة وجيزة عن بناء المستوطنات والتوسع في أراضي الضفة الغربية بموجب اقتراح باراك اوباما الرئيس الأمريكي كي يعود الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات.
كما تحدثت في الندوة النائب عبلة ابوعلبة الأمين العام لحزب الشعب الأردني باسم أحزاب المعارضة وتحدث الإخوة ماهر الطاهر من قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كما تحدث مندوب الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والأستاذ عريب الرنتاوي وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الوزير السابق مفيد الجزائري وغيرهم .
لم تتسع القاعة على سعتها للمشاركين في الاحتفال الذي بدأ بأغاني وطنية تمجد الأردن وشعبة كما عزف النشيد الاممي ليشير عريف الحفل إلى النضالات المريرة التي تعرض لها المناضلون في سابق عهدهم .
وأشار المتحدثون في المهرجان بدور الحزب الشيوعي النضالي على امتداد العقود الستة , وأشاروا إلى انه لايمكن الحديث عن تاريخ الأردن خلال هذه السنين الستين دون ارتباط دور ونضال الحزب الشيوعي الأردني بنضال الشعب الأردني وقواه الوطنية .
فالحزب الشيوعي الأردني كان أول حزب سياسي ينشأ في الأردن في ظروف السرية التامة, حيث كان يسود قانون مقاومة الشيوعية الذي يغطي بالحكم خمسة عشر عاما على منتسب الحزب الشيوعي الأردني وقد حكم على المئات من الشيوعيين بموجب هذا القانون وقد بلغت مجموع السنوات التي حكم فيها عليهم ألاف السنين وأمضى المئات منهم سنوات طوال في السجون والمنافي . وحتى المطالبين لتحقيق السلام العالمي كان يطبق عليهم أحكام قانون مقاومة الشيوعية
لقد كان للحزب الشيوعي دور بارز في تشكيل الحركة النقابية العمالية وكذالك في النقابات المهنية وقد تعرض الشيوعيون النقابيون للاضهاد والسجن بسبب نشاطاتهم في الدفاع عن مصالح العمال وحقوقهم . كما أشاد الخطباء بدورة البارز في نضالات وانتفاضات الشعب الأردني من اجل التحرر من هيمنة بريطانيا على الاردنين والدعوة لإلغاء المعاهدة البريطانية ومن اجل تعريب الجيش الأردني وتحرره من هيمنة وسيطرة الضباط الانجليز عليه حتى قام جلالة المغفور له الملك حسين طيب الله ثراه بطرد الجنرال كلوب باشا قائدا الجيش الأردني ومعه مجموعه الضباط الانجليز ثم اتخذت حكومة المرحوم سليمان النابلسي بإلغاء المعاهدة البريطانية الأردنية والغي وجود القواعد العسكرية البريطانية في الأردن .
لقد خاض الحزب مع جماهير الشعب الأردني نضالا جريئا من اجل الحريات العامة والديمقراطية ومن اجل انتخابات نيابية حرة ونزيهة كما كان له دور بارز في نضال الشعب الأردني ضد حلف بغداد الاستعماري حيث تمكن من اسقاط هذه المحاولة .
آن الحديث عن الحزب الشيوعي الأردني بحاجة إلى توثيق وهذه مهمة أرى آن يقوم بها أعضاء الحزب فبعد آن جرت النكبة الفلسطينية وطرد الفلسطيني من مدنه وقراه تشتت هذا الشعب في العديد من البلدان العربية المجاورة وتبعا لذلك تفرقت عصبة التحرر الوطني الحزب الماركسي في فلسطين . وتمكن بعض من كوادر العصبة ممن كان حظهم اللجوء إلى الضفة الغربية مع بعض رفاقهم ممن هم في الأساس من سكان المدن والقرى في الضفة الغربية فتواصل هؤلاء الشيوعيين واخذوا يعيدون تنظيم صفوفهم وشكلوا قيادة بينهم كما علمت سموها القيادة المركزية ضمت فواد نصار وفهمي السلفيتي وفائق وراد ورشدي شاهين وعبد العزيز العطي ورشيد الهباب كما كان عدد من الكوادر منهم خلدون عبد الحق وداود ترجمان وحمزة الزير وزكريا الانصاري وجابر حسين وراجح غنيم الشاعر الفلسطيني وحرب حرب وطلعت حرب والتحق بالتنظيم عشرات من الشيوعيين في نابلس والقدس ورام الله وبيت لحم والخليل وأريحا وسلفيت وبدأت عصبة التحرير الوطني تستعيد نشاطها السياسي وتصدر مطبوعاتها وجريدتها ( المقاومة الشعبية ) .
وعندما قامت حركة في الضفة الغربية وجرى مؤتمر أريحا وتقرر فيه التوجه الشونة حيث كان يقيم الملك عبد الله طالبين منه آن يعمل على ضم الضفة الغربية للأردن ثم جرت انتخابات في بداية عام 1950 في الضفة الغربية وقد رفضها الحزب خوفا من ضياع القضية الفلسطينية وقد أصبحت الضفة الغربية جزء من المملكة الأردنية الهاشمية عندها تدارست قيادة العصبة الواقع الجديد ورأت آن نضال الشعب الفلسطيني ارتبط بشكل وثيق مع نضال الشعب الأردني وقررت تشكيل حزب جديد باسم الحزب الشيوعي الأردني وطرح برنامج لهذا الحزب يتضمن القضايا التي يناضل من اجلها الشعب الأردني وكذلك قضايا الشعب الفلسطيني حتى تحرير أرضة وتنفيذ قرار التقسيم الذي اقرتة الأمم المتحدة وعودة اللاجئين كما علمت آن عدد من الشيوعيين من أبناء شرق الأردن كانوا يشكلون مجموعات منفصلة عن بعضها وكان بعضهم على صلة وثيقة مع عصبة التحرر الوطني منهم الدكتور نبية ارشيدات وفايز الروسان وابراهيم الطوال وقد دعت قيادة الحزب الجديد الشيوعيين في الأردن للانضمام إلى الحزب الجديد فكان تجاوبهم سريعا فكان أمال نفاع وإملي نفاع وفايز بجالي وحنا حتر وعبد الكريم المطلق وغيرهم وضم كل من الدكتور نبيه أرشيدات وفايز الروسان إلى عضوية اللجنة المركزية وبدا الحزب يشكل تنظيمات له في المدن والقرى في شرق الأردن وعندما عاد الدكتور يعقوب زيادين من بيروت بعد آن تخرج من كلية الطب جرى تنظيمه في اللجنة المحلية في مدينة القدس ومن ثم ضمه للجنة المركزية بعد الانتخابات النيابية حيث نجح نائبا عن منطقة القدس .
لقد نشرت جريدة الجماهير لسان حال اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأردني في مناسبة سابقة بذكرى تأسيس الحزب فذكرت أسماء رفاقهم المؤسسين وقالت رحمهم الله جميعا وأطال الله في عمر الرفيق عبد العزيز العطي .