الاستقرار والأمن لا يعفياننا من مواجهة التحديات الاقتصادية
اخبار البلد_ بوضوح لا تنقصه الصراحة والشفافية، وضع جلالة الملك عبدالله الثاني رؤساء تحرير الصحف، والاعلاميين الاقتصاديين امس في صورة التطورات السياسية والاقتصادية بخاصة نتائج زيارة جلالته الاخيرة الى الولايات المتحدة والتواصل مع عدد من قادة الدول العربية، وبارتياح وبثقة عالية قال جلالته ان الاردن اليوم اكثر ارتياحا بالمقارنة مع يجري في بعض دول المنطقة، الا ان جلالته قال ان الملف الاقتصادي الاجتماعي يتصدر الاولويات في هذه المرحلة، داعيا جميع الاطراف الى التعاون لتجاوز هذه المرحلة باعتماد اصلاح اقتصادي منتج تعود منفعه على الجميع، وان الجميع مطالب بتشجيع الاستثمارات المحلية واستقطاب المزيد من الاستثمارات العربية والاجنبية.
الجميع متيقن اننا نواجه عجزا متناميا في الموازنة والمديونية، وارتفاع تكاليف الطاقة على الاقتصاد الوطني بخاصة بعد انقطاع الغاز المصري الى الاردن الذي ادى الى وجود تحدٍّ جديد يضاف الى التحديات المالية والاقتصادية، بالاضافة الى تحديات العجز التجاري والضغط على الرصيد القائم من الاحتياطي الجاهز من العملات الاجنبية الذي انخفض خلال الثلث الاول من العام الحالي، علما بان مسببات هذا الانخفاض ناجمة عن تباطؤ قدرة الاقتصاد الاردني في استقطاب الاستثمارات الاجنبية، وعدم قدرة نمو المقبوضات السياحية، وتنامي المستوردات في ضوء انخفاض الحواجز الجمركية وغير الجمركية امام المستوردات، وارتفاع الاسعار في دول المنشأ وتقلبات اسواق الصرف التي تؤثر في حركة التجارة الخارجية للمملكة.
ان روح المسؤولية العالية التي عبر عنها جلالة الملك في التعامل مع القضايا الاقتصادية على المستويات القطاعية والكلية تتطلب تفهما عاليا من المسؤولية من قبل القطاعين الحكومي والخاص ووسائل الاعلام، بحيث تعمل وفق انسجام وتناغم بما يعود بالمنفعة على الوطن والمواطنين، وبما يمكن الاردن من تجاوز عنق الزجاجة والاتجاه بالاقتصاد الوطني نحو النمو المطلوب والدخول في معالجة القضايا الاقتصادية الراهنة بما يعود على مستويات معيشة المواطنين.
نحن في الاعلام بخاصة الاقتصادي، مطالبون بالابتعاد عن التخرصات هنا او هناك وعدم الدخول بمناكفات لا تخدم الاقتصاد الوطني في هذه المرحلة بالذات، فالاردن ببيئة الاستثمار المستندة الى الاستقرار السياسي والاجتماعي والامني والنقدي قادر على استقطاب المزيد من رؤوس الاموال والاستثمارات الجديدة، فالاقتصاد الاردني حافل بفرص استثمار حقيقي واعدة تعود بالمنفعة على المواطنين والمستثمرين، وهنا تتعاظم مسؤولية القطاعين العام الخاص ووسائل الاعلام لبث روح ايجابية ترحيبية بالاستثمارات الجديدة والمستثمرين، لا سيما ان الاردن في هذه المرحلة، المرشح الاول على المستوى الاقليمي لاستقطاب المزيد من الاستثمارات واستقبال افواج سياحية جديدة، وهذا من شأنه تنشيط محركات النمو الاقتصادي، والاساس ان نتعامل بايجابية عالية ومسؤولية رائدها الثقة، باننا قادرون على تجاوز ما نحن فيه، وهذا هو الاساس.