تعليق الرحلات في مطار العاصمة اليمنيّة مع اشتداد المعارك

 يحتشد الاف المقاتلين القبليين الخميس على مشارف صنعاء لدخولها ومساندة مناصري زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الاحمر الذين يخوضون مواجهات عنيفة مع القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، حسبما افادت قبلية.


وذكرت شيوخ قبائل ان الالاف من رجال القبائل المسلحين يحتشدون شمال صنعاء وهم يشتبكون مع نقطة عسكرية على بعد 15 كلم عن صنعاء. واكد احد الشيوخ ان المسلحين "يريدون دخول صنعاء لمساندة شيخهم" في اشارة الى الشيخ صادق الاحمر.


وشهدت العاصمة اليمنية معارك عنيفة لليلة الثالثة على التوالي بين انصار الشيخ الاحمر والقوات الموالية لعلي عبدالله في حي الحصبة في شمال صنعاء. وكانت هذه اعنف ليلة قتال منذ عودة المعارك ليل الاثنين الثلاثاء بعد فترة من الهدنة، بحسب شهود عيان.

 

وذكرت شهود ان سيارات الاسعاف سمعت طوالى الليل في الحصبة فيما تصاعدت اعمدت الدخان من مبنى اللجنة الدائمة للحزب الحاكم الذي سبق ان سيطر عليه المسلحون القبليون.


وقتل 15 شخصا خلال المعارك التي دارت ليل الاربعاء الخميس بين القوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح ومناصري الزعيم القبلي الشيخ صادق الاحمر في صنعاء، حسبما افاد مصدر طبي. وتم تعليق الرحلات الى مطار صنعاء اليوم مع اشتداد المعارك بين المسلحين القبليين والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح.


وذكر مصدر من مستشفى الجمهورية في العاصمة اليمنية ان بين القتلى طفلة في السابعة من العمر اصيب برصاصة طائشة بينما كانت في منزلها. الا ان المصدر اشار الى ان غالبية القتلى مقاتلون من القوات الامنية او القبائل.


من جانبها، نقلت وكالة الانباء اليمنية عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية قوله بان "وحدات أمنية خاصة وجهت (الاربعاء) ضربات قوية وموجعة لعصابات أولاد الأحمر الاجرامية في منطقة الحصبة بأمانة العاصمة ونفذت عمليات نوعية وشجاعة تمكنت خلالها من اخراج المعتدين من عدد من المنشآت والمرافق العامة في منطقة الحصبة".


وذكر المصدر ان الوحدات الامنية "تمكنت من تطهير مبنى وزارة الادارة المحلية ومبنى مركز مكافحة الجراد".


وتجددت الاشتباكات العنيفة أمس الاربعاء في صنعاء بين القوات الموالية للرئيس اليمني على عبدالله صالح ومناصري شيخ قبيلة حاشد النافذة صادق الاحمر فيما اكدت مصادر طبية ان 39 شخصا قتلوا في المعارك بين الطرفين معظمهم سقطوا خلال الليل.


وفي مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم القاعدة، تسود حالة من الفوضى العارمة وسط تفاقم للاوضاع "المأساوية" في المدينة وفي صفوف النازحين منها، بحسب مصادر متطابقة.


وذكر شهود عيان ان اشتباكات عنيفة تشارك فيها قوات مكافحة الارهاب التابعة لقوات الامن المركزي الموالية لصالح اندلعت في محيط مبنى وزارة الادارة المحلية ومبنى شرطة حي الحصبة في شمال العاصمة في محاولة لاستعادتهما بعد ان سيطر عليهما المسلحون القبليون.


وارخت هذه المعارك بظلالها على الاحتجاجات الشعبية التي تركزت طوال اشهر في وسط العاصمة، اذ ان "ساحة التغيير" التي كان يبيت فيها كل ليلة الاف المحتجين المطالبين بتنحي الرئيس فرغت الا من بضع مئات من المحتجين الصامدين رغم المعارك.


وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء ان النزاع في اليمن لن ينتهي الا اذا اخلى الرئيس صالح وحكومته الطريق للمعارضة للبدء في عملية انتقال سياسي. واكدت كلينتون تأييد الولايات المتحدة القوي لمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي التي تنص على تخلي صالح عن السلطة مقابل وعد بعدم محاكمته، والتي رفض الرئيس اليمني التوقيع عليها بعد ان كان وافق عليها. وقالت كلينتون "لا يمكننا ان نتوقع نهاية لهذا النزاع الا اذا تنحى صالح وحكومته وسمحا للمعارضة والمجتمع المدني بالبدء في الانتقال الى اصلاح سياسي واقتصادي".


وسيكون "الوضع المتدهور في اليمن" في رأس الملفات التي سيحملها معه جون برينان، مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما لشؤون مكافحة الارهاب، خلال زيارته المرتقبة هذا الاسبوع الى كل من السعودية والامارات هذا الاسبوع، كما اعلن البيت الابيض الاربعاء. وبعد الظهر خفت حدة المعارك في العاصمة في حين استمر التوتر وانتشار عشرات المسلحين القبليين في شوارع حي الحصبة الذي تتركز فيه المواجهات.


واكدت مصادر رسمية لوكالة الأنباء الفرنسية ان مسلحي ال الاحمر سيطروا منذ مساء الثلاثاء على مكتب النائب العام في صنعاء بمساعدة من قوات الجيش التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الاحمر، مع العلم ان المكتب يقع في الجهة الغربية من مقر قيادة قوات على محسن الاحمر.


وذكر موقع 26 سبتمبر التابع لوزارة الدفاع في رسالة نصية ان عناصر من انصار الشيخ صادق الاحمر سجلوا خرقا بارزا خلال الليل في جنوب صنعاء اذ سيطروا على مبنى في دوار 14 اكتوبر الواقع في الجهة الجنوبية الغربية من دار الرئاسة.


وكانت المعارك عادت بقوة ليل الاثنين الثلاثاء بين المسلحين القبليين والقوات الموالية للرئيس بعد عدة ايام من الهدنة. واسفرت الليلة الاولى من المعارك عن سبعة قتلى من المسلحين القبليين، لترتفع حصيلة الضحايا منذ ليل الاثنين الى 44 قتيلا. وذكر شهود ان معسكر اللواء الرابع في الجيش الواقع بالقرب من مبنى الاذاعة والتلفزيون تعرض لقصف مباشر بالقذائف خلال الليل فيما تعرض مبنى وزارة الداخلية لقذائف صاروخية.


وكان المقاتلون القبليون سيطروا ايضا على مقر اللجنة الدائمة للحزب الحاكم في حي الحصبة فيما اكد شهود ان الحرس الجمهوري استقدم تعزيزات عسكرية الى الحي الذي اغلقت الطرقات المؤدية اليه بواسطة حواجز نصبها طرفا القتال.


وبدأ سكان العاصمة اليمنية يشترون الحاجات التموينية لتخزينها خوفا من تطور الامور نحو الاسوأ. وكذلك، سحبت الكويت بعثتها الدبلوماسية في صنعاء "نظرا للتوتر الحاصل في الاوضاع الامنية" واكتفت "بالابقاء على ادارييها من العاملين المحليين هناك فقط لتصريف اعمال السفارة"، حسبما افادت وكالة الانباء الكويتية. وفي محافظة ابين الجنوبية، استمر نزوح مئات الاسر من مدينة زنجبار ومحيطها نتيجة اشتداد المواجهات بين الجيش ومسلحي القاعدة.


وقتل مدنيان الاربعاء في المعارك التي دارت في زنجبار واصيب خمسة مسلحين متطرفين بجروح، كما افادت مصادر طبية، في حين قتل جندي يمني في هجوم للقاعدة الاربعاء بالقرب من مدينة لودر المجاورة، بحسب مصدر عسكري. وقد اسفرت المواجهات في المدينة وجوارها منذ يوم الجمعة عن 46 قتيلا عسكريا ومدنيا بحسب مصادر امنية وشهود.