عندما تسقط الأخلاق

أخبار البلد - فراس الطلافحة
المرعى أخضر ولكن العنز مريضه , هذا ما قاله عالم هندي ولا أعلم ما مناسبة القول ولكن يُمكن إسقاطه على كثير من أمور حياتنا وشعبنا الذي بات لا يٌعجبه أي شيء وأصبح الإنتقاد والتذمر هو سمته الظاهره فنصب نفسه حاكماً وقاضياً يُصدر أحكاماً قاسيه بغير دراسه ولا تبصر بعد تتبع العورات والعثرات والبناء عليها فأبدل لسانه بأصابع يده يكتب ما يشاء وينشر ما يشاء وكأنه إعتقد أن الله لا يُحاسب إلا على ما يقوله اللسان فقط .

سقوط مدوي للبعض إلى قاع القاع الذي إزدحم بالكثيرين ممن لا يحملون ذمه ولا ضمير ولا أخلاق من خلال نشرهم لصور شخصيه لأحد المسؤولين وعائلته على مواقع التواصل الإجتماعي فإستباحوا بذلك خصوصياتهم ولاكوا بألسنتهم أعراضهم وساندهم الكثيرين بذلك ووقعوا بٍحرمات الله فأي مستوى من الأخلاق وصلنا إليه ..؟ وماذا يمكن أن نسمي مثل هذا التصرف القذر الذي إنتهجه البعض بتتبع عورات الآخرين وفضحها إلا بتصرف أرعن قميئ لا يمكن أن يرقى لأي مستوى حتى اللا أخلاقيه منها .

يا أبناء وطني ما كنا هكذا يوماً فلماذا ماتت ضمائرنا وتصحرت وقست قلوبنا فأين هي قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وأخلاق القريه والباديه التي تربينا عليها ..؟ وهل ماتت النخوه والمرؤه فينا ..؟ حياتنا ومدننا وشوارعنا وبيوتنا أصبحت سوداء كما هي قلوب الكثيرين منا فأجدبت الأرض وما عادت تنبت الشجر ولا الثمر ومنعت السماء قطرها عنا بما إقترفت أيادينا وما حصدت ألسنتنا نعصر أثداء بلادي عبثاً علنا نجد فيها نبع لبن نشربه فنجدها قد جَفَت جميعها .

ألا يجب الآن وبعد هذا الذي نشاهده كل يوم من تردي البعض في الفضيله وسوء الظن أن يرتقوا بفكرهم ليعلموا أن المسؤول والوزير ومن تبؤا منصباً هو إنسان كباقي الناس ليس مباحاً وله خصوصيته بأن يمارس حياته كأي واحد منهم فلا يضعونه بقفص الإتهام دائما لمجرد أنه ذهب ليتناول الطعام في مطعم أو توجه في رحله إلى البحر مع عائلته أو حتى مارس تدخين الأركيله في مقهى أوذهب إلى إحدى دور السينما لمشاهدة فيلم .

الكاتب : عضو جمعية الكتاب الإلكترونيين الأردنيين