الملقي لا يحب الأقوياء

أخبار البلد - عمر عياصرة

من يقرأ التعديل الاخير لحكومة الدكتور هاني الملقي يسهل عليه الاقتناع بأن الرئيس كان غير مرتاح لوجود الاقوياء في فريقه، واقصد هنا «الذنيبات والعناني وحماد وجودة».
 ومن الواضح ان إخراج الوزراء الاربعة او ما تيسر منهم كان الهدف الرئيس للتعديل، فالملقي بشخصيته المتواضعة لا يطيق العيش بين الاقوياء.

 «سلامة حماد، محمد الذنيبات، ناصر جودة» اسماء فرضت على الرئيس، لكن حسب معلوماتي ان جواد العناني كان من اختياراته، ومع ذلك لم يتمكن الملقي من التعايش فكان التعديل الذي جاء بالأرق موقفا امامه.
 كم سنلمس شخصية الملقي متواجدة في القرار الاردني بعد التعديل؟ سؤال برسم الاجابة ومرهون بقادم الايام، مع تشكيكي الكبير بقدرة الحكومة على إحداث الفارق.

 الملقي استغل لحظة التفويض التي جاءت في سياقات «ما بعد الكرك»، ليتخلص من أحمال يئن تحتها، لكنه تناسى ان المتابعة له ستزيد، وان التعديل أفقده فرصة كان يمكن استثمارها بعد القرارات الاقتصادية غير الشعبية المنتظرة.
 كان بإمكانه استثمار الرباعي القوي في الدفاع عن قراراته، ومن ثم التضحية بهم، لكنه استعجل النكاية، فتخلص من اختناقاته الكبيرة.

 بعد التعديل، «الداخلية» ستعود للبيرقراطية النائمة، و»الخارجية» سيديرها جعفر حسان بالرموت كنترول، ووحده ممدوح العبادي سيحدث فارقاً لا أعلم كم سيطيقه الرئيس.
 مؤسف ان نصل في الاردن الى مثل هذا التحليل الذي قدمناه، فـ»الدوار الرابع» يعيش حالة تدخل، وتجفيف لا يستهان به، وأخشى أن في قادم الايام سيقال في الاردن حكومات متواجدة في اماكن عدة، إلا «الدوار الرابع»!