شكرا تايلند.. وعيب على مؤسساتنا
اخبار البلد_ بخطى واثقة، وانحناءة تشي بالاحترام والتواضع، قدم السفير التايلندي في عمان «اسنتورن سورنفاي» إلى وزير الزراعة سمير الحباشنة مبلغ 20 ألف دينار؛ لإقامة غابة يطلق عليها اسم وطنه، في استجابة من الحكومة التايلندية للنداء الذي أطلقته الوزارة قبل أسابيع، وأعلنت فيه عن منحها أراضي لأي جهة عامة أو خاصة، بهدف تشجيرها باسم هذه الجهة.
الوزير الحباشنة الذي ارتسمت ابتسامة على شفتيه مع كثير من التعجب، ما كان يظن أن الجواب على نداء وزارته سيأتيه من تايلند.. على بعد الشُّقَّة، ولا يأتي الجواب من نقابة أو بنك أو مؤسسة أو حتى شركة وطنية.
لست بداعي تكرار أن المساحة الحرجية الخضراء في الأردن لا تتعدى واحدًا في المئة، وهناك محاولات دؤوبة لاستهدافها وتقليصها بدعاوى عديدة، والحاجة ما تزال ملحة لزيادة عدد المناطق المشجرة، استجابة لتحديات الانحباس الحراري، والإبقاء على شروط الحياة على طبيعتها، ما يعني أن زراعة شجرة أو قطعها، بات أمراً فارقاً في بلدنا.
أذكر وزير الزراعة مجحم الخريشا الذي أعلن مشروعا طموحا نهاية التسعينيات من القرن الماضي، حمل شعار: «نحو أردن أخضر عام 2000»، للأسف بقي الشعار شعاراً.. وها قد جاءت الألفية الجديدة ومضى العقد الأول منها، وداهمنا الثاني، ونحن نتراجع خطوات على صعيد تشجير المناطق المصنفة حراجاً، بل قضمنا أجزاء منها.
نداء وزارة الزراعة أهملته جميع المؤسسات الوطنية دون استثناء، علما بأن ما تصرفه هذه المؤسسات على أمور أخرى «مظهرية» يتجاوز بكثير أثمان إنشاء غابات تزين بلدنا وتكون متنفسات للأجيال القادمة، وتساعدنا في مواجهة الارتفاع المستمر للحرارة.
نعم.. استجابت تايلند فقط للنداء، فتحية.. كل التحية، لتايلند وسفيرها الذي أخجلنا بتصرفه النبيل، آملًا أن يحذو حذوه مسؤولون ما زالوا بعيدين كل البعد عن فهم مشاكلنا الحيوية.