فياض: ليعلم القاصي والداني أن القدس الشرقية لن تكون إلا عاصمةً لدولة فلسطين

تصاعد الخلاف الفلسطيني الاسرائيلي بشأن مدينة القدس الاربعاء حيث اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بانه حكومته ستواصل الاستيطان في المدينة المحتلة عام 1967 في حين اعلن 66' من الاسرائيليين عن رفضهم لتقاسم المدينة مع الفلسطينيين في اي اتفاق سلام، الا ان الرد الفلسطيني جاء على لسان رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض الذي قال 'ليعلم القاصي والداني أن القدس الشرقية لن تكون إلا عاصمةً لدولة فلسطين'.
وكان نتنياهو قال ان مدينة القدس 'لن يتم تقسيمها بعد الآن' ، متحديا بذلك الولايات المتحدة والدول الغربية التي دعت إلى جعل القدس الشرقية المحتلة عام 1967 عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وتعهد نتنياهو 'بمواصلة البناء والتطوير فيها' في اشارة الى النباء الاستيطاني وتهويد المدينة، وقال ان هناك العديد من المواقع الأثرية في القدس تثبت العلاقة بين 'الشعب اليهودي وبلاده'.
وجاءت أقوال رئيس الوزراء الإسرائيلي في مهرجان أقيم الليلة قبل الماضية في أحد المعاهد الدينية اليهودية بمناسبة حلول الذكرى الرابعة والأربعين لضم القدس الذي يحل الاربعاء.
ومع حلول الذكرى الـ 44 لاحتلال القدس الشرقية أظهر استطلاع للرأي رفْضَ غالبية الاسرائيليين تقسيم مدينة القدس، حيث رفض 66' التنازل عن اجزاء من المدينة المقدسة للفلسطينيين أو تقسيمها حتى ضمن اتفاقية سلام مع الجانب الفلسطيني.
وأشار موقع 'نيوز 1' الاسرائيلي الاربعاء، إلى أن الاستطلاع أجري من قبل معهد الجغرافية السياسية الاسرائيلي، مشيرا الى أن هذه النسبة المرتفعة برفض تقسيم القدس أو التنازل عن اجزاء منها حتى ضمن اتفاقية سلام مع الجانب الفلسطيني جاءت تعبيرا عن موقف الجيل الشاب في اسرائيل (18 حتى 34 عاما) وكذلك موقف المتدينين.
وأضاف الموقع أن 23' من المشاركين في الاستطلاع أبدوا استعدادا للتنازل عن بعض احياء القدس الشرقية أو كافة الاحياء العربية في المدينة.
وردا على سؤال حول وقف البناء أو الاستمرار في عمليات البناء في مدينة القدس بما فيها القدس الشرقية، فقد أيد 67' من المشاركين في الاستطلاع الاستمرار في البناء في كافة انحاء المدينة، في حين اجاب 23' بوقف البناء. وقد اعتبر 91' من المشاركين في الاستطلاع بان مدينة القدس يجب أن تكون عاصمة دولة اسرائيل، في حين اعتبر 4' بان تكون مدينة تل ابيب هي العاصمة، في الوقت الذي ابدى 5' عدم موقف.
يشار إلى أن الحكومة الاسرائيلية عقدت الاحد الماضي اجتماعها الاول بعد عودة نتنياهو من واشنطن في 'قلعة داوود' القريبة من باب الخليل في القدس الشرقية، تأكيدا من الحكومة الاسرائيلية على وحدة المدينة ورفض تقسيمها.
ومن جهته اكد رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض على ان القدس لن تكون الا عاصمة للدولة الفلسطينية المرتقبة، مشيرا خلال حديثه الإذاعي الأسبوعي الاربعاء بان عقد اجتماع الحكومة الاسرائيلية الاحد الماضي في القدس الشرقية عمل استفزازي، وقال 'تأتي هذه الخطوة في سياق سعي الحكومة الإسرائيلية المستمر لتثبيت عزل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني وطمس عروبتها، والإعلان عن مشاريع بمئات الملايين من الدولارات بما يخدم هذه الأهداف'.
واضاف فياض 'وإنني أتوجه هنا أولاً إلى أبناء شعبنا في كل مكان، وفي مدينة القدس بصورة خاصة، وأشد على أياديهم لصمودهم الإسطوري لحماية المدينة ومكانتها، ومواجهة مخططات الإحتلال الرامية إلى تفريغ أهلها منها، مؤكداً لكم جميعاً أن سلطتكم الوطنية عاقدة العزم، ليس فقط لحماية المدينة ودعم صمودكم فيها، بل، ولتكون القدس تاج دولتنا وعاصمتها الأبدية، وما يتطلبه ذلك من حيث وضعها في رأس سلم الأولويات لتعميق وتعزيز جاهزيتنا الوطنية لتجسيد دولتنا على الأرض'.
وطالب فياض بمزيد من الدعم العربي لمواجهة المخططات الاسرائيلية في القدس وقال 'وأتوجه إلى أشقائنا العرب، وأشكرهم على ما قدموه لنا من دعم لتعزيز صمود شعبنا ودعم إصراره على حماية القدس، مؤكداً في نفس الوقت على حاجتنا للمزيد من هذا الدعم الذي يمكننا من مواجهة المخاطر المحدقة بالقدس ومكانتها ومستقبلها'.
واضاف فياض 'ان مبادىء الحرية لا تتجزأ، وان ما تقوم به اسرائيل ضد شعبنا وخاصةً في القدس يشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية، ولا بد من دعم حق شعبنا في تقرير مصيره وتمكينه من العيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة، وعاصمتها القدس على حدود عام 1967، وليعلم القاصي والداني أن القدس الشرقية لن تكون إلا عاصمة لدولة فلسطين'.'