المقاولون الجدد

وبشر الشعب الصابر أن الموازنة ستمر كما هو مخطط لها، وما النواب الا أقل من حكومة يصدقون بما ينزل لهم من رئيس المجلسين وينفذونه، وقد يكون مجلس الوزراء أرحم ولو قليلا والناس لا يعلمون، وينبغي على أصحاب الاحتجاجات ان ينقلوا تجمعاتهم للدوار الرابع ففيه بعض الامل لتكليف من يستمع اليهم، وما الجدوى من رفع يافطات أمام مجلس النواب طالما لا تتم قراءتها أساسا، وقد لوح نائب بيديه لمحتجين أمام المجلس من سيارته تعبيرا عن التأييد ثم دخل ولم يخرج، ولم يكن يعرف أساسا القصة وما زال.
وويل للذين سيعبرون عن رأيهم احتجاجا من بعد تمرير وشرعنة الغلاء وزيادة منسوب ضنك العيش، وقد توعدهم وزير الاعلام بقانون المحاسبة على ما سينشرونه « فيسا»، وركز على الموظفين بعقوبات اشد، والحال يذكر بعصور أمرا وطاعة يا مولاي، وليس هو المعني بطبيعة الحال وانما الحاشية فقط، والا ما معنى الجهود المنصبة لتمرير الموازنة وانهاء قصة سلامة حماد دون مواجهة.
أقبح عذر في التاريخ ذاك الذي قدمه ابو النواس للرشيد بعد فعلته بالقول له عذرا يا مولاي فقد ظننتك الست زبيدة، والآن الاقبح من ذلك ان يقال الوسائل معدومة وليس هناك سوى ما نقدمه للناس باليمين ان نسترجعه منهم باليسار ومضاعفا ايضا، وهذا يفسر لمّ أغلبية الشعب ترزخ تحت وطأة الديون والقهر.
احدهم نشر « بوستا « على صفحته متهكما ان النواب الذين شرّبوا لمناسف السفير الامريكي مستعدون تماما للتشريب لمنسف للسفير الروسي اذا ما حصلوا على عطاء نفق قي حلب، ترى كم عدد المقاولين في المجلس والقطاعات التي يعملون بها غير قصة استيراد القمح الفاسد من المستوطنات الإسرائيلية.