خوازيق حكوميه



للآن لا أعلم ماذا تريد الحكومه من الشعب ولا أعلم لماذا تريد أن تحشره بالزوايه وإلى متى ستبقى تراهن على صبره وتحمله لآلام الخوازيق التي تُجلسه عليها كل يوم فما أن يتعود المواطن الكادح المغلوب على أمره والخائف على بلده على الخازوق بمؤخرته ويرتاح به حتى تعاجله بواحد أكبر منه فتكون فترة راحة مؤخرته من الخوازيق هي فترة إنتقاله للخازوق الذي يليه .

عشر سنوات أمضيناها على هذا الحال نعيش بقلق نفسي بلا أمان وسلام داخلي فأصبح همنا فقط تامين رغيف الخبز والذي صُنع بخبث وبإختلاف عن باقي الشعوب فكان شكله دائرياً مستديراً ليبقى يتدحرج أمامنا ولا يستقر على حال فنقضي العُمر نجري خلفه ولا نستطيع اللحاق به وذلك نتيجة سياسات إقتصاديه غبيه كان هدفها جيب المواطن المثقوب أصلاً لإفقاره وإذلاله بعد ترحيل الأزمات من حكومه إلى أخرى حتى تراكمت الديون فأغرقت البلد ولا بوادر إنفراج للأزمه أبداً في الأفق القريب وكأن من تحملوا أمانة المسؤوليه ينتظرون الحل من الشعب الكادح المُتعب والمُنشغل بتأمين لقمة عياله .

هل تعلم الحكومه أن معظم الشعب الآن يجلس على بركان تغلي حممه تحت أقدامه وهل تعلم أنها لا تعلم متى سينفجر ولقد وصل به الحال لإعتناق فلسفة الغريق لا يخشى من البلل وهل تعلم أنه يجب أن تضع نصب عينيها أن هناك جياع لا بد أن يثورون مهما ربطوا على أمعائهم الخاويه وتمثلوا بالصبر فما أصعب على الأب حين يشاهد إبنه يبكي من الجوع ويقف عاجزاً عن تامين الحليب له أو شاب قام والده بقطع اللقمة عن فمه وعائلته لتدريسه وبعد تخرجه لم يجد وظيفه ليسد الدين لوالده وتمضي به السنين بلا عمل لينشأ حاقداً على السياسات التي تتبعها الحكومه بتعين غيره ممن يمتلكون الواسطه أو من خلال التوريث والمحسوبيه .

لا أعلم أين هي مراكز الدراسات الإستراتيجيه وتحليلاتها ودراساتها لردود أفعال الشعب من خلال الإستبيانات الإلكترونيه وغيرها ومتابعة ما يُنشر على مواقع التواصل الإجتماعي وما يكتب في المواقع الالكترونيه وتوصل نتائجها على القرارات الجائره التي تتخذها الحكومه وتقتله بها والتي هي أشد من القتل بالرصاص فالذي يموت بالرصاص يموت مره واحده فيرتاح أما من يموت بالقرارت الظالمه فهو يموت كل يوم .

سقطه لا تغتفر حدثت بالأمس تُحسب على الحكومه تَدُل عدم تجانسها وأن رئيسها كان غير موفق بإختيار أعضاء وزارته من حيث تصريح وزير الماليه برفع المشتقات البتروليه وإسطوانة الغاز ورسوم جواز السفر لتشتعل مواقع التواصل بهذا التصريح ويشتعل معها السخط على سياسات الحكومه لينفي بعد ذلك رئيس الوزراء ما جاء بالتصريح لتكون سابقه بأن يصرح الوزير وينفي الرئيس وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هناك جفاء وبعد مابين الرئيس والوزراء وما كان يجب أن يكون ذلك , خاصه وأننا قد تفائلنا خيراً بهذه الوزاره بأن تصحح المسار وأن تكون مع المواطن لا عليه ولكن خاب أملنا بها والله .

إن سألني أحدهم عن الوضع العام وعن مدى إحتقان الشعب وبماذا يُفكر ...؟ سأجيب بكل صراحه الأمور لا تبشر بخير أبداً والأمور جداً خطيره إن لم تبدأ الحكومه بإجراء الإصلاحات الفوريه على نفسها وطاقمها أولاً ثم تبدأ بالإصلاح الإقتصادي ثانياً والذي هو الأساس لأي إصلاح وخاصه في الأردن الآن .

الكاتب : عضو جمعية الكتاب الإلكترونيين الأردنيين
الإيميل : firas.talafha@yahoo.com