ملف الاساءات للملك والملكة
الاساءات للملك والملكة،تثير تساؤلات عدة،وابرز مايثار السؤال الذي يقول لماذا يتم ترك هذه الاساءات حتى تتبلور كلاماً او يافطة او اجتماعاً او بياناً ثم نبدأ رحلة التنديد بهذه الاساءات؟
هذه الاساءات التي لاتبقي ولاتذر،يتوجب منعها بشكل استباقي،مثلما كان يتم في ظروف سابقة،اذ ليس منطقياً ألا نعرف عن هذه الاساءات الا بعد خروجها الى العلن،فتصير مهمتنا هي التخفيف من هذه الاساءات،او نزعها عن واجهة المشهد؟
يخرج الملك ليتحدث عن الاساءات الى اهل بيته،وقد قيل في مرات سابقة،ان مؤشرات الاساءات كانت تتبدى في مراحل مبكرة،غير ان تركها لتزيد ولتصبح موضة ودليلا على الجرأة والشجاعة،هو الكارثة بحد عينها.
هذه وظيفة المؤسسة الرسمية،ولسنا نطالب بقطع الايدي والارجل،ولا الزج بالسجون،انما هناك وسائل كثيرة،يتم اللجوء اليها،لمنع الاساءات التي لم تترك شيئاً،خصوصاً،ان صغار المسؤولين ينجحون دوما في حماية انفسهم من الاساءات وبشكل مسبق!!.
اذا كانت المؤسسة الرسمية تفاجئ كغيرها بهذه الاساءات،فهذه كارثة اخرى،لان المفترض ألا تفاجئ،وعملها يقوم اساساً على ألا تفاجئ،والترقيع بعد ذلك لاينفع،ولايدل على سعة صدر،ولا سماحة،ولاحرفية.
الذي يريد رفع السقف ُيطلق الكلام دون ادلة،يمينا وشمالاً،والذي يريد ان يشرب حليب السباع المغشوش،يقول للناس انه يبدأ بالاعلى مرتبة،والذي يريد ايصال الرسائل،ومس البيوت،يبحث عن اي حلقة داخل البيت،لمحاولة كسرها،او مسها.
ان كان هناك لوم،فهو ليس بالدرجة الاولى على من يتعدون حدودهم،بقدر ماهو على الذين ينتظرون خروج الاساءات ثم يبدأون بالترقيع واللهاث،كحال اي مواطن يلاحق مواطناً اخراً رمى حجراً على بيته.
مرة ثانية وثالثة،هذه وظيفة المؤسسة الرسمية،التي عليها ان تمنع من الاساس بلورة موقف مسيء،وان تكافح بجهد استباقي،اي محاولة لتكسير الدولة عبر تحطيم رموزها والتطاول عليهم،بغير وجه حق،خصوصاً،انهم يبدعون في ذلك في حالات اقل شأناً.
الوزير في الاردن اذا شتمته او انتقدته يرسلك الى محكمة امن الدولة،وقد يصير مطلوباً منك في مرات ارسال «جاهة» للاخذ بخاطره،اما الملك وهو صاحب السلطة الاولى،فلا يستعمل سلطته في الجور على الناس،ولايستحي في المقابل من احد.
كلنا لانريد دولة بوليسية تقتل وتعتقل على النوايا وعلى الافكار،لكننا نريد دولة تحفظ هيبتها،وتحفظ حرمات الناس،من اصغر انسان الى اي انسان اخر،بل لعلنا ونتواضع ونطلب ان يعامل اهل البيت الهاشمي،كما يعامل الناس،من حيث تداعيات اي تجاوز!.
هذه بطولات هوائية،على من بيده السلطة،وهي بطولات تقول ان صاحبها،يريد شهرة او مجداً،وفي حالات يريد «سجنة ثورجية» تقدمه الى عالم الاحرار الجدد الذي يتم انتاجه ضمن مواصفات جديدة.
اذا كان البيت الهاشمي بكل ما له من يد خير على هذا البلد،يتعرض الى هذه السفاهات،فأي وفاء واي اخلاق تجعل بعضنا يطعن الناس في ظهرهم في سلوك مشين لايليق بنا عائلياً واجتماعياً؟؟
حفظ بيت الملك وعائلته،لايكون باللهاث لاحقاً وراء كل قصة يتم تفجيرها،وانما استباقياً،لان هذا هو واجب المعنيين،واذ لايتحقق هذا الواجب يأتي السؤال الاخر عن الذي تفعلونه غير اشهار الذهول ،وزم الشفاه،كل مرة