خبر إحراق مُسلمين لكنسية في ألمانيا..المُفبرك أمريكي ومواقع(ما صدّقت!)

أخبار البلد - خاص - محمـد الكفـاوين 

نشر موقع "بريتبارت" الاميركي ،خبراً ،عن إحراق مُسلمين لكنيسة في ألمانيا وسط هتافات "الله أكبر" في دورتموند ،ليلة رأس السنة،قبل أيام ،وأفاد الخبر أن المُهاجمين هتفوا "الله اكبر" ورشقوا الشرطة بالمفرقعات وأحرقوا كنيسة تاريخية وتجمعوا"حول راية الجيش السوري الحرّ المُتعامل مع القاعدة وتنظيم الدولة ".

الخبرما إن نشره "بريتبارت" الاميركي ،حتى تبناه ناشطون على وسائل التواصل بكثافة في الساعات الاولى من نشره، تبع ذلك تبني الخبرمن مواقع أخبارية عربية بغزارة،على أنه صحيح،وبعناوين برّاقه ،دون التحقق أو التأكد من الخبر،بحثاً عن السبوقات الصحفيّة، بين زياده على الخبر وتعديل مادته ،معتمدٌ كل منها على مصادرها !!

من جهتها ،ذكرت صحيفة "رور ناخريشتن" الألمانية المحلية بأن الخبر مفبرك و غير صحيح ،وأنه تم تلفيق وفبركة بعض الأنباء التي نشرتها ليلة راس السنة لبث "أنباء كاذبة" بغرض التحريض على "الكراهية" ولأهداف "دعائية"،وأضافت الصحيفة ، ان الموقع بالغ ونشر أحداثاً لا صلة لها ؛لإعطاء صورة عن حالة من الفوضى وعن أجانب يمجدون الارهاب.

وقالت صحيفة "فرنكفورتر الغيماينه تسايتونغ" أن ما نشره الموقع الاميركي قد يكون بداية لما يمكن توقعه قبل انتخابات ايلول/سبتمبر مع نشر مواقع "أنباء كاذبة ومضللة لتقويض الثقة بالمؤسسات الحكومية".

وقال وزير العدل الألماني "هيكو ماس" ، أنه يمكن أن سيلجأ إلى القانون ضد التضليل الإعلامي ،مُؤكداً أن حرية التعبير لا تحمي "الافتراء والنميمة"، مشدداً أن "الخطر يكمن في أن هذه الإشاعات، تنتشر بسرعة مذهلة بحيث يصعب سحبها وحتى تكذيبها".

مواقع إكتفت ، بإلاعتماد على رواية "بريتبارت" الاميركي حسبما نشره على موقعه ،دون التحقق من صحته أو عدمها أو حتى البحث في وسائل إعلام ألمانيّة.

مواقع إخبارية عربية و أردنية، أخرى إجتهدت و تحرّت و بحثت في صحة الموضوع من عدمه عبر وسائل ألمانية، غير مكتفية بخبر"بريتبارت" المفبرك الاميركي كدليلا قاطعاً ، مسترشدة بمصادرها و التي نفت ما تم تداوله،جملةً و تفصيلاً

المعلومات الواردة في الخبرالمُستند لرواية "بريتبارت" الاميركي،إعتمدت على رواية الصحيفة ذاتها ، دون أي مصادر رسمية أو وسائل إعلام عالمية ذات مصداقية على الرغم من أن موضوع الخبر ليس بالهيّن ، وهي قضية دينية و سياسية في الدرجة الأولى فلن يغيب عن السلطات الألمانية أو الوسائل الاعلامية الرسمية الألمانية الحديث عنه لو كان صحيحاً ،فعلى الرغم من تبني الخبر(المُفبرك) من أكثر من جهه إعلامية و مواقع تواصل، الأ أن مصادر الخبرالذي نشرته المواقع الإخبارية " مُبهمة " لإكتفائها بإعادة نشر خبر مفبرك لا أساس له ، بحيث غابت عنها معايير الدقة والمصداقية و المهنية عن هذه المواد الصحفية ، والتي تعتبر الاساس المتين للثقة بين وسيلة الإعلام والمجتمع.

الظاهرة الإيجابية أن مواقع إخبارية سارعت إلى "نفي " صحة الخبر وبعناوين صريحة على لسان مصادر إعلامية ألمانية مُطلعة.

لكن هذا النفي لم يمنع العديد من المواقع الإخبارية العربية الأخرى من المواصلة في نشر هذا الخبر، بل إن عدداً من المواقع التي نشرت النفي، وضعت له عناوين يكتنفها الغموض بهدف الحفاظ على جاذبية الخبر، و إستثماراً لعناصـر الإثارة الاعلامية.

و خلال تتبع " أخبار البلد " للخبر ، وجدنا أن الصدى الواسع لهذا الخبر جعله ينتقل من مواقع أجنية إلى مواقع إخبارية عربية و أخرى أردنية ! ، لما للخبر من أهمية بالغة عند هذه الوسائل لإرتباطه بتنظيم الدولة .

يشار إلى أن وسائل الإعلام الالمانية والسياسيون حذروا،اليوم الجمعة، من نشر أخبار كاذبة،وقالت شرطة دورتموند أن ليلة رأس السنة كانت هادئة عموماً نظراً لإنتشارعدد كبير من عناصرها.