تداعيات داعشية


بين الجدل الدائر في تونس حول كيفية التعامل مع المواطنين الإرهابيين حال عودتهم للبلاد، والبرنامج الوثائقي لتامر المسحال في "الجزيرة” حول خلية بروكسل، وعملية قتل وجرح العشرات في اسطنبول ليلة رأس السنة، وقبل هذا كلّه الهجوم على الكرك، هناك رابط واحد هو "داعش”.
في تونس، كما في غيرها، ثمة ارتباك واضح في أسلوب التعامل، تماماً كما كان الارتباك قبل سفرهم، ومن بروكسل نكتشف أنّ السلطات كانت تعرف عن الكثيرين قبل سفرهم، وسهّلت لهم المغادرة، ومع عودة بعضهم كانت ترتبك أيضاً في التعامل معهم؛ ممّا أوصل إلى تنفيذهم عمليات موجعة.
تركيا كانت الممرّ لعشرات الآلاف من الداعشيين، بمعرفة أو بجهل السلطات، وهي تعاني الآن الضربة تلو الأخرى، ويقال إنّه كان هناك تفاهم دولي ضمني على تسهيل إيصال التكفيريين إلى العراق وسوريا لجمعهم في مكان واحد ثمّ ضربهم، ولكنّ الأمر لم يكن بهذه السهولة، وهذا ما أثبتته الأيام.
على الجميع الاعتراف أنّ العالم فشل في التعامل مع ظاهرة "داعش”، وقبلها التنظيمات الأم، منذ أوّل الأمر، وتحوّلت الاستثمارات السياسية إلى خسارات بالجملة، وإذا كانت التوقعات بانتهاء سيطرته الميدانية خلال سنة، فهي تترافق مع شكوك بامكانية السيطرة على التداعيات بهذه السرعة، ممّا سيجعل العالم يعيش على كفّ عفريت لفترة من الزمن، قد تمتد لسنوات.