ضوء في نهاية النفق

أخبارالبلد -

الهدنة في سورية نتاج اتفاق روسي تركي، وهي بين قوات النظام وحلفائه، وبين جميع فصائل المعارضة ما عدا داعش؛ والامر يعني ان تركيا على علاقة مع الفصائل، وتسطيع ان توجهها، وتطلب منها ما تريد بما في ذلك وقف اطلاق النار.
 والحال يعني ايضا ان تركيا كانت طوال الوقت هي التي تقدم مختلف اشكال الدعم لها، في حين تقف روسيا بكل ثقلها الى جانب النظام، وتقرر تماما أمر الازمة، واستمرار المواجهات او وقفها.

 ولكن، فإنه ليس غائبا عن المشهد الادوار لكل من السعودية وقطر والامارت اقليميا، وكل من امريكا والكيان الاسرائيلي، وجميع هؤلاء فاعلين علنًا طوال الوقت الى درجة ان لهم اشتراطات كان اصعبها دائما تنحية الرئيس، فكيف استوى الامر بأن تقوم تركيا وحدها بتوقيع الهدنة، إن لم تكن قد حصلت على تفويض من حلفاء المعارضة مجتمعين، واغلب الاكيد انها حصلت عليه فعلًا، واكثر من ذلك وجود مشروع متكامل لمجمل الازمة، والوضع يفسره ما ورد من بنود واجتماع كازخستان وبعده مباحثات في جنيف.

 على عكس ما يقال إن ادارة اوباما تتعمد ترك ملفات شائكة، فإن التدقيق يشير إلى عكس ذلك، ولا يعني قيام واشنطن بطرد 35 دبلوماسيا روسيا تعكيرا مبكرا امام ترامب بقدر ما هو اجراء استوجبته علاقات البلدين المتوترة اصلا، بحجة تدخل في الانتخابات الامريكية أثر في النتائج، وقد يكون ذلك صحيحا، ويستوجب الاجراء.

 في حين لا يعني عدم الرد الروسي عليه قبولا، انما من اعمال الديبلوماسية المرنة التي تتوقع ما هو افضل، اعتبارا من تولي ترامب بعد عشرين يوما فقط.

 سيبدأ عهد ترامب بمحاولة لفرض حل في سورية، وسيكون بوتين الى جانبه لتحقيقه، وسيكونان معًا من بعد لحل في العراق على نغم الوتر الامريكي مقابل ذلك، ولن تكون طهران عائقا، ولا حزب الله ايضا؛ إذ كل الحسابات محسوبة بما فيها ازمات اليمن وليبيا.